كتب: أحمد القواسمي
في مدينة فرشوط شمال محافظة قنا تقع سرايا الباشا، كما يطلق عليها أهالي المدينة، فما هي حكاية هذه السرايا؟ ومن هو الباشا؟ هذا ما سنعرفه من “سعيد أبوالوفا”، مدير عام التأمينات بفرشوط سابقا، وحفيد هارون باشا أبوسحلي.
من هو هارون باشا؟
يقول “سعيد أبوالوفا”، حفيد الباشا، إن هارون باشا سليم أبوسحلي، ولد عام 1304هجرية/ 1886م بمدينة فرشوط، والده سليم أفندي أبوسحلي كان ناظرا لقسم فرشوط “رئيس مجلس مدينة حاليا”، ووالدته تدعى “يامنة أو آمنة”، كريمة الشيخ عبدالجليل دياب البصيلي.
ويتابع: حصل الباشا على ليسانس الحقوق عام 1909م بتفوق، وعُين بالمحاماة في بداية حياته، ثم التحق بوظيفة معاون نيابة بقنا، ثم نقل إلى مدينة طهطا بسوهاج، ورقٌي إلى درجة مساعد نيابة، ونقل إلى أخميم بسوهاج، ثم وكيلا للنيابة بجرجا ثم البلينا، بعدها أصبح قاضيا بجرجا ثم البلينا ثم أبوتيج ثم سملوط ثم بني سويف، ثم عاد إلى جرجا مرة ثانية.
ويضيف “سعيد”، أن الباشا شغل عدة مناصب منها وكيل الأمن العام، ومحافظا للسويس، ومديرا لمديرية جرجا بسوهاج، ومديرا لمديرية أسيوط، ومديرا للمنصورة، ومديرا للمنوفية، وفي عام 1930 منحه الملك فؤاد الأول رتبة البكوية، وبعد 8 أشهر أنعم عليه برتبة البشوية.
ويستطرد: وفاز الباشا بمجلس النواب في ثلاث هيئات نيابية لأعوام 1924، 1926، 1936م، كما وعده الملك فاروق أثناء زيارته لمديرية قنا أوائل يناير عام 1937 بمنصب رئيس الديوان الملكي، ولكنه توفي قبل أن ينال المنصب في يوم الجمعة الموافق 22 يناير 1951 عن عمر ناهز 51 عاما.
ماذا تعرف عن سرايا الباشا؟
ويوضح حفيد هارون باشا أبوسحلي، أن السرايا بنيت عام 1942 بمدينة فرشوط، مضيفا أن أحد البشوات، بعد إعلان افلاسه في البورصة، استدان من الباشا مبلغ 5 آلاف جنيه من الذهب، ولم يسدد الرجل المدين المبلغ إلا بعد وفاة الباشا، فأخذ أبناؤه المبلغ، وقاموا ببناء هذه السرايا، والتي تكلف بناؤها 600 جنيه من الذهب، حيث كان الجنيه الذهب وقتها أرخص من الجنيه الورق، ثم قسموا ما تبقى من المبلغ على أنفسهم.
مكونات السرايا
ويشير “سعيد”، إلى أن السرايا بنيت على مساحة 9 قراريط منها قيراط للشارع، و8 قراريط داخل الأسوار، التي تضم بداخلها مبنى السرايا، ومبنى السلاملك، ومخازن؛ لحفظ القمح والغلال والأسمدة الزراعية، وحديقة “جنينة” بها عدد من الأشجار.
تخطيط السرايا
فيما يضيف “حفيد الباشا”، أن السرايا تتكون من طابقين كل طابق يشتمل على 4 غرف ومطبخ وحمامين وصالة، وبرندات “بلكونات”، كما يوجد صندوق بريد مثبت على جدران البلكونة في الطابق الأرضي من الخارج.
صور نادرة داخل السرايا
ويلفت “حفيد هارون باشا”، إلى أن الطابق الأرضي في السرايا يضم مجموعة نادرة من الصور، منها صورة للباشا مع أبنائه وهم صغار، وصورة له مع والدته وأبنائه، وصورة له بزي البشوية، ويرتدي أيضا وشاح القضاء، وصورة للباشا بزي الحج، حيث كان وقتها رئيسا لبعثة الحج، واستضافه الملك عبدالعزيز في قصره، وكذلك صورة تجمع الثلاثي الأمير يوسف كمال، والشيخ أبوالوفا الشرقاوي، المندوب السامي البريطاني، وصورتان شخصيتان لابنيه عبدالحميد وأبوالوفا.
مبنى السلاملك
ويؤكد “حفيد الباشا” أنه يقع خارج السرايا “مبنى السلاملك”، وهو يتكون من غرفة نوم وصالة وحمام ومطبخ، وكان الباشا يستقبل فيه ضيوفه، مضيفا أنه توجد أشجار بالحديقة المحيطة بالسرايا، ومنها شجرة ضخمة لنبات “حب العزيز” وأشجار النخيل وغيرها، وفي الجهة الخلفية توجد مخازن؛ لحفظ القمح والغلال والأسمدة الزراعية.
