الشارع السياسيديوان المشاهيرنجع حمادي

أشرف رشاد يكتب: أحمد فخري 5 دورات تحت القبة بإذن الصالحين

 

يقول كتاب التاريخ، أن محافظة قنا، كانت في غالبيتها تنظر إلى العمل النيابي، على أنه تكليف و تشريف، في حالة مزج اسطوري، بين الشرف والواجب، الشرف الذي يناله من الأهالي والواجب الذي يحمله اليهم حملًا جميلًا  ثقيلًا في ذات اللحظة.

إلى هذه الزاوية فإن الوضع جدًا مختلف مع آل قنيدل في نجع حمادي، هناك حالة مزج صوفي سياسي شعبي اصلاحي خدمي في مشوارهم النيابي عماده الحب، جعل من عملية احتفاظهم بالمقعد النيابي أسهل ما تكون لهم عن غيرهم على مدار عدة عقود، ولهذا كان الشيخ فخري قنديل (النائب الجد) ومن بعده خلفه النائب أحمد فخري (النائب الأب) ومن بعده فتحي أحمد فخري (النائب الإبن) هدف دائم تتزاحم عليهم قلوب الناس.

Ahmed Nasser Kandeel (@Ahmed_N_Kandeel) | Twitter
المرحوم النائب أحمد فخري

خصوصية غريبة مع “الحب”  عند آل قنديل.. الذي حينما أريد أن أتكلم عنه، فإنه في حالتهم.. جدًا متفرد في العمل السياسي بقنا، حب.. يبدأ من أعتاب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيدة الهاشمية الشريفة السيدة زينب عليها رضوان الله التي لهم  معها أسرار كبيرة وغريبة، ولا ينتهي عند معقلهم في النجمية ونجع حمادي على حدٍ سواء.. حب صوفي رهباني جمع بين قطبي الأمة مسلمين ومسيحيين، حب.. يسافر بهم ذهابًا وإيابًا من شرق النيل إلى غربه، عائدّا وقادما من مراقد آل البيت في القاهرة، ثم إلى ساحات الصوفية ومراقد الصالحين في ربوع مصر المحروسة، إلى أديرة الرهبان.. ترحال دائم ومستمر بين ما هو سياسي خدمي إصلاحي، وشاعري صوفي وجداني، يقف في القلب منه ارتباطهم الروحي الكبير بـ”الست” أم هاشم حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم، التي لم تنقطع صلتهم بها لعقود، حتى أن أهم فرح في ليالي أفراح مولد السيدة زينب حول رحاب مرقدها الشريف بالقاهرة يكون بتوقيع بيت الشيخ فخري قنديل، الليلة السنوية التي يشدو فيها إمام المداحين يس التهامي كل عام.

مدد يا «أم العواجز».. المصريون يحجون للاحتفال بالليلة الكبيرة للسيدة زينب | صوت الأمة

 

تعالى معي أعطيك دلالة رمزية على أن الحب هو راية آل الشيخ فخري قنديل الخفاقة في جمع الناس حولها وحولهم على مدار العقود الطويلة الماضية، الحب الذي تعلموه في رحاب السيدة زينب، ونثروه على الناس في نجع حمادي.. فحازوا ثقتهم في أن يحتفظوا بتمثيلهم تحت قبة البرلمان لعقود طويلة .

 ففي مجتمع الأحوال كما في كتب الصوفية، فإن حال الولي، يناله المُريد بقدر ما في صدره من حب لهذا الولي، وقد عُرفت السيدة زينب عليها رضوان الله بأنها رئيسة الديوان، ولهذا اللقب حكايتان، الأولى ظاهرية في عالم الحس، عندما قدمت أم هاشم إلى مصر فاستقبلها الوالي وأقام لها ديوان، كان يجلس فيه اليها مع رهط كبير من المصريين لنيل أمور دينهم ودنياهم، ولهذا لُقِّبت برئيسة الديوان، والثانية وجدانية، أنه في رحابها ينال المحبُّون غايتهم من الدين والدنيا.

 لقد فطن آل الشيخ فخري السر من ديوان السيدة زينب عليها رضوان الله، أخذوا عندها ومنها.. العهد “الحب”، وبه وفيه اجتمعت عليهم قلوب الناس، على مدار ثلاثة أجيال، “فخري الجد” و أحمد “فخري الأب” و فتحي “فخري الإبن”، من تحت قبة السيدة زينب إلى تحت قبة البرلمان، سلسلة متصلة لم تنقطع أبدًا لعدة عقود طويلة مضت، سر الوصول يبدأ من أعتاب آل بيت الرسول.

وهناك دلالة ثانية على ارتباط بيت الشيخ فخري بالحب.. ولأن الحب والعطاء مترادفان فلم يكن غريبًا في أن يتجلى هذا الحب في الكثير من مظاهر العطاء عند النائب المرحوم أحمد فخري وآل الشيخ فخري في بناء المسجد العتيق أكبر مساجد محافظه قنا في المساحة، ثم وتبرعه بأرض وتكاليف بناء المستشفي العام بنجع حمادي، وأراضي المدرسة الثانوية الزراعية والمدرسة الثانوية الصناعية، وبعض المدارس الأخرى بنجع حمادي 

النائب أحمد فخري قنديل عليه رحمة الله، دخل مجلس الأمة عام 1969 خلفًا لوالده الشيخ فخري قنديل، والشيخ فخري الذي كان ممثلًا عن قنا في المجلس المشترك بين مصر وسوريا في 1960، كان قد تنازل في حياته عن الراية لابنه النائب أحمد فخري فحاز على عضوية مجلس الشعب من 1984 حتى 2003، ليتسلمها من بعده النائب الحالي  فخري الحفيد  –فتحي قنديل- وما بين قنديل أم هاشم وقنديل آل فخري قصة يجب أن تروى.

 قنديل أم هاشم كان النور الذي أضاء لهم الطريق دومًا إلى قبة البرلمان من دون عناء يُذكر على مدار السنين.

دلالتي الثالثة في أن “الحب”.. حبهم لآل البيت وحبهم للناس وحب الناس لهم، هو سرهم الكبير في الصول إلى قبة البرلمان بسهولة ويُسر، هذا السر يتجلى في عدة في أمور..  لكنني هنا سأكتفي منه بدلالتين، الأولى، في ارتابط روحي ورثه النائب فخري عن والده، بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه تزوج من كريمة نقيب السيدة زينب.

 والثاني.. في الأسماء التي سمّىَ بها  النائب أحمد فخري أنجاله، النجل.. محمد أبو الطيب وشهرته فتحي قنديل، عضو مجلس النواب الحالي، والذي حصل على عضوية مجلس النواب في الدورة التكميلية خلفًا لوالده في 2003، لاحظ الأسم.. محمد أبو الطيب، التماسًا بآل الشيخ الطيب، البيت الصوفي العريق، والنجل.. أبوالإسعاد وشهرته ناصر، والنجل..أبو البركات وشهرته وليد، وأخيرًا المرتضى وشهرته العريان، ارتباط وجداني عميق بنجوم التصوّف وآل البيت والأولياء الصالحين عليهم رضوان الله أجمعين.

 إنه “الحب” الذي ورثة النائب أحمد فخري عن والده  النائب الشيخ فخري وأورثه نجله النائب أبوالطيب فتحي أحمد فخري، فكان هذا الحب سبيلهم الجميل إلى قلوب الناس ومن ثم إلى قبة البرلمان، حب لم يكن فئويًا ولا طائفيًا، ولا حتى جهويًا، بل امتد ليشمل قطبي الأمة، المسلمين والمسيحيين، يتقلبون ما بين الأديرة والساحات، ينثرون الحب ويتلمسون البركات.

لهذا نال الحاج أحمد فخري قنديل عليه رحمة الله ثقة المواطنين في شمال قنا، تحديدًا في نجع حمادي وضواحيها لعقود جلس فيها تحت القبة 5 دورات برلمانية، كان داعمه الأكبر فيها هو.. الحب

إنني أتأمل مشوار النائب أحمد فخري، الذي مشاه على درب والده الشيخ فخري في العمل السياسي، فأجده.. ما أسهله من درب، درب الحب، الطريق الأسهل إلى قلوب الناس، لهذا وجدتني أتلمس نفس الدرب، وعليه فقط أحب أن أسير.

رحمة الله عليك سيادة النائب أحمد فخري، عليك وعلى والدك الشيخ فخري
وعلى جميع السالكين..درب المحبين.

جمعتكم طيبة

أشرف رشاد    

 

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق