كتب: عبد الرحمن الصافي
طُموح لا سقف له، وأحلام تأبى إلا أن تتحقق، وعقل لا يكفّ عن التفكير والابتكار، تلك هي حياة “أحمد عبد المنعم”، “العجلاتي”، والذي يعتبره الأهالي بقنا أشهر مخترع في نجع حمادي، بعد ابتكاره لمركبة تجمع ما بين أشكال بدائية للطائرات ودراجة نارية.
ابن نجع حمادي
يقول أحمد عبد المنعم، ابن قرية المصالحة، إحدى قرى شرق النيل التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، بقنا، إنه يعمل بمهنة إصلاح وصيانة الدراجات الهوائية بقريته، “عجلاتي”، وكان في مرحلة ما من مشوار حياته العملي يعمل بليبيا في أحد المطارات.
فترة عمله بالمطار
ويتابع “عبد المنعم”، أن فترة عمله بالمطار كوّنت لديه شغفا حقيقيا بالطائرات، فكان يتابع حركة الطائرات وصعودها وهبوطها إلى المدارج، وكان يرسمها بأدق تفاصيلها حتى أصبح مُغرما بها، ساعيًا لإنتاج واحدة من صنع يديه.
محاولاته
إن محاولات عديدة أطلقها “عبد المنعم”؛ لصناعة طائرة بسيطة من إنتاجه، كان من بين تلك المحاولات تلك التي بين يديه حاليا، والتي يسعى لإكمالها، هكذا يسرد عبد المنعم لـ”الشارع القنائي”، قصته مع تلك المركبة، موضحا أنها كانت بدايةً دراجة هوائية، صَنَعها من بعض المواسير المتاحة لديه، وبعض الخردة و3 عجلات، وكان يؤجرها لأطفال القرية، للعب بها.
تعديلات
ويتابع صانع تلك المركبة، أنه فكر في إدخال بعض التعديلات عليها من خلال إضافة موتور دراجة نارية لها؛ لتشغيل مروحة، وَضَعها في الدراجة من الخلف لتدفع الهواء إلى الوراء، فتتقدم تلك المركبة نحو الأمام بالسرعات التي يحددها باستخدام ذراع يتحكم بالبنزين، معتمدا على عداد لقياس السرعات.
مكونات المركبة
ويشرح “عبد المنعم”، أن تلك المروحة صَنع أذرعتها الـ4 من أنصال 4 منشاير، بعدما استغنى عن المقبض الخشبي لهم، كذلك استخدم خزانا للوقود، ولم ينس إضافة كشافات إنارة لتلك المركبة التي يطورها باستمرار، كذلك المرايا، وصندوق لوضع الأدوات التي يحتاجها لصيانة تلك المركبة، حال تعطلها به في أي وقت على الطريق، فضلا عن اهتمامه بوسائل الأمان، فصمم حزام أمان، واستخدم خوذة لحماية رأسه.
عناصر الأمان للمركبة
ويؤكد “عبد المنعم”، في حديثه لـ “الشارع القنائي”، أنه مازال يسعى لجعلها أكثر أمانا من خلال محاولته عمل شبكة؛ لتغطية المروحة بخلف المركبة حتى لا تلحق الأذى بأي شخص، وفحصها باستمرار، وتغيير الأجزاء التي تثبت عدم صلاحيتها، أو تتعرض للتلف.
سافر بها إلى الإسكندرية
ويشير صاحب الفكرة، إلى أنه بدأ بتحريبها من خلال السير بها لمسافات معينة، ثم زيادة تلك المسافات في كل مرة، حتى ذهب بها إلى مدينة نجع حمادي، من قريته، كما ذهب بها إلى مدينة قنا، وفي مرة أخرى توجه بها إلى مدينة جرجا بسوهاج، لافتا إلى أن أطول مسافة كانت من قريته إلى محافظة الإسكندرية، وأن تلك الرحلة استغرقت 3 أيام ذهابا ومثلهم عودة.
معاناته
ويلفت “عبد المنعم”، إلى أنه يعاني كثيرا من وجوده بوسط القرية، وبشارع لا يتعدى مترين مما يصعب عليه الخروج والدخول بالمركبة، حتى أنه يضطر إلى فك المروحة؛ ليتمكن من الخروج بالمركبة من الشارع الذي يسكن به نظرا لعرضه القليل.
ويؤكد، أنه حين يحتاج إلى تجربتها فإنه يعاني للخروج من القرية إلى الفضاء الرحب، في أماكن أخرى، بعيدا عن الزحام أو المواطنين لمنع إلحاق أي ضرر بهم خلال تجربة تلك المركبة.
طموحه
ويطمح “عبد المنعم”، في إنهاء مركبته بالشكل الذي يتوقعه والذي كان قد رسمه في مخيلته منذ أن بدأ تنفيذ تلك الفكرة.