“متحف قناطر نجع حمادي” يحوي أدوات ومقتنيات عمرها 100 عام..صور
كتب: أحمد القواسمي
تعد “قناطر نجع حمادي” من أقدم القناطر على مستوى الجمهورية، وأحد أهم المعالم التاريخية بمحافظة قنا، وتحظى بأهمية استراتيجية كبيرة، وطراز معماري فريد، أنشأها الملك فؤاد الأول عام 1928م وافتتحها عام 1930م، لري آلاف الأفدنة الزراعية من نجع حمادي حتى أسيوط، والذي زاد من أهميتها مؤخرا افتتاح مُتحف يضم تحف ومقتنيات وكتب قديمة عمرها 100 عام لعرضها للزائرين.
بداية فكرة إنشاء القناطر
قال المهندس عصام محمد جاد الكريم، مدير الإدارة العامة للقناطر، إن فكرة إنشاء القناطر بدأت منذ عهد محمد علي باشا عام 1843م، بهدف تحويل الري في مصر من الري بالحياض إلى الري الدائم، وهي تعد إحدى المنشآت الرئيسية التي تتحكم في توزيع المياه، وتعظيم الاستفادة منها.
أنشأها الملك فؤاد الأول
وأضاف “جاد الكريم”، أن القناطر القديمة أنشأها الملك فؤاد الأول عام 1928م، وافتتحها عام 1930م، وهي تتكون من 100 عين، إتساع كل عين 6 أمتار، وهي عبارة عن جسر أو كوبري به بوابات لحجز المياه ودخولها إلى ترعتي الفؤادية والفاروقية، لري مليوني فدان من نجع حمادي حتى أسيوط، وكذلك تمرير حوالي 200 مليون متر مكعب من المياه إلى الوجه البحري.
فكرة إنشاء المُتحف
وتابع، “فكرة إنشاء المُتحف جاءت بعد ضم قناطر نجع حمادي إلى الإدارة العامة لري نجع حمادي منذ 3 أشهر، وبعدها تم جرد المخازن، حيث عثرنا بداخلها على أدوات ومقتنيات منذ 100 عام اُستخدمت في إنشاء القناطر القديمة، ففكرنا في وضع تلك المقتنيات داخل متحف، لعرضها للمواطنين، لرفع الوعي العلمي والثقافي لديهم”.
أدوات ومقتنيات وأجهزة مساحية
وأردف “المهندس عصام”، أن متحف قناطر نجع حمادي يضم
أدوات ومقتنيات اُستخدمت في إنشاء القناطر كالمقاطف الجلدية والمسطرينات والمفكات وغيرهم، وأجهزة مساحية منها جهاز “تيودوليت” المستخدم في قياس المسافات والمناسيب، وجهاز “كرنتميتر” المستخدم في قياس سرعة المياه، وآلة كاتبة، وأجهزة استقبال وإرسال للتواصل، و قارورة كانت توضع فيها ماء النار، وكشاف أو مصباح ليلي”.
أطقم صيني وكتب قديمة
واستطرد:” يضم المُتحف أيضا مجموعة من أطقم الصيني وهي عبارة عن أدوات مطبخ ترجع إلى عام 1930م أثناء افتتاح القناطر، ومجموعة من الكتب والوثائق والدوريات التي تعود إلى عام 1912م، والتي تعد ثروة للدارسين والباحثين في مجال المياه حيث تتناول مشاريع الري وأهمية نهر النيل والمحافظة عليه، لنشر الوعي الثقافي لدى المجتمع المحلي”.
خرائط قديمة ولوحات
وأشار “جاد الكريم”، إلى أن المُتحف يحوي خرائط نزع ملكية أرض المشروع عام 1928م، ودفتر للمناسيب والقطاعات، وعدد من اللوحات منها لوحة تمثل أعمال إنشاء القناطر ودقة مبانيها وعظمتها، ولوحة أخرى توضح مراحل الإنشاء وتجفيف مياه النيل وبناء عدد من عيون القناطر، ولوحة ثالثة تمثل افتتاح القناطر عام 1930م.
الهدف من إنشاء المُتحف
وأوضح “مدير القناطر”، أنه يهدف بإنشاء المتحف تعريف الطلاب والمواطنين كيف كان القدماء يعملون ويحققون إنجازات في وقت قياسي باستخدام أدوات بدائية بسيطة، مستشهدا بالقناطر الجديدة التي استغرق تنفيذها 6 أعوام رغم استخدام أدوات وآلات حديثة وشركات فرنسية وألمانية عكس القناطر القديمة التي استغرق إنشاؤها 3 أعوام فقط بأدوات بدائية بسيطة.
دعوة المؤسسات والمواطنين لزيارة المُتخف
ويدعو “المدير العام”، مراكز الشباب والإدارات التعليمية وجميع المؤسسات بمحافظة قنا والطلاب والمواطنين لزيارة “مُتحف قناطر نجع حمادي”، لنشر الوعي الثقافي لدى المجتمع المحلي لما وصل إليه أجدادنا من تقدم في مجال المياه، والتعرف على القناطر ودورها في تعظيم الاستفادة من المياه.