كتب: جاد مسلم
صناعة الجريد من المهن التراثية، التي يعيش العاملين بها في تجمعات سكنية، وتحمل نوع من الفن، والابتكار، والهندسة .
في الصباح الباكر بنجع المسلمات، لا صوت يعلو فوق أنغام قرقعة المضرب الخشبي فوق الماسورة الحديدية الثاقبة، حيث يشارك الجميع من الرجال والشباب والنساء والأطفال في صناعة منتجات الجريد .
أدوات بسيطة يستخدمها العاملين في تلك المهمة ف” الدرس” ذلك المطرق الخشبي ليستخدم في الطرق على ” الماسورة” الحديدية لثقب الجريد، بعد أن تكون قد تم تجهيزها بال” المحشة” ، السلاح الحديدي التي تعطيها شكل جمالي وملائم للتشغيل، ويسبق هذا تخطيط قطعة الجريد ب” مسمار النمير” عن طريق قطعة المقاس ” النمرة”.
يستخدم في الصناعة نوعي الجريد، الأخضر واليابس، فالأخضر لصناعة قوام المنتجات، أما اليابس فلصناعة ” الأسياخ” لتكون قادرة على تكوين قوام صلب .
مرحلة “التفصيل” هي أول خطوة لصناعة المنتج، وهي خطوة يقوم فيها الصانع بتجهيز الجريد لقطع صغيرة على حسب المنتج المطلوب، تليها مرحلة التصليح، وعندها يبدء الشق الهندسي بقشط القطع عن طريق السلاح الحديدي ” المحشة”، ليكون جاهز لمرحلة ال” التنمير”، والتي توضع نقاط وعلامات الثقاب باستخدام مسمار النمير، وبعدها تأتي مرحلة “التخريم ” باستخدام الماسورة المناسبة للأسياخ الجريدية اليابسة.
تبدء مرحلة التشطيب النهائية للمنتج بتجميع تلك القطع بعد إعدادها، بوضع الاسياخ في مع القطع في منظومة هندسية تبدو رائعة .
الكراسي والسراير وأقفاص الفراج، وأقفاص اللبن، واقفاص الخضراوات المختلفة والفواكه، كلها أشكال لتلك الصناعة .
تروج الصناعة في فصل الشتاء، تزمناً من إقبال الأهالي على تربية الدواجن، وكذلك موسم توالد المواشي، ونضج الزراعات، كما أنها تعاني في فصل الصيف، وكذلك من منافسة غير متكافئة للمنتجات البلاستيكية الحديثة، مع أرتفاع ثمن المادة الخام من جريد النخيل .