أعلام من قنا| الشيخ أحمد محمود إبراهيم أحد أهم علماء الأزهر الشريف بالمحافظة
كتب: أحمد القواسمي
تزخر محافظة قنا بالعديد من العلماء ورجال الدين، ومن أبرز هؤلاء الشيخ أحمد محمود إبراهيم، أحد أهم علماء الأزهر الشريف بالمحافظة، فهو عالم وأديب، وسياسي ومثقف، كريم الخلق، كثير العطاء، صاحب إنجاز، وصاحب حضور قوي، نشيط لا يعرف الكسل إليه سبيلا، ولا يعرف الكلل أو الملل، حسن الخلق، سريع البديهة، حاضر الذهن، لا يهدأ، يومه نشاط وعمل ودأب واستمرارية فوق طاقة البشر، صباحه عمل ومساؤه عمل واجتماعيات وواجبات ودروس دينية ودعوة وصلة أرحام، لاتجد مؤتمرا سياسيا إلا ويشارك فيه، ولا تجد مناسبة دينية إلا وتراه متحدثا، ولا تجد مناسبة اجتماعية أو واجب عزاء إلا وتراه وسط الجموع مؤديا واجبه كأحسن ما يكون الأداء.
”الشارع القنائي“ يستعرض في هذا التقرير سيرة الشيخ أحمد محمود إبراهيم، أحد أهم علماء الأزهر الشريف بمحافظة قنا، حسب ما جاء في منشور عبر الصفحة الرسمية للإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية.
مولده وتعليمه وعمله
ولد الشيخ أحمد محمود إبراهيم عام 1928م بنجع سالم، بمركز نجع حمادي، وتلقى تعليمه في المدارس الأزهرية، والتحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وحصل على الشهادة العالمية منها (الدرجة العالية ليسانس اللغة العربية وإجازة التدريس في التخصص اللغوي) عام 1950م، عمل مدرسا بالمعاهد الأزهرية لمادة اللغة العربية، حيث بدأ بمعهد إسنا الأزهري ثم معهد جرجا ثم معهد قنا ثم استقر به المقام بمعهد نجع حمادي، ثم عمل وكيلا لمعهد نجع حمادي الأزهري ثم شيخا لمعهد بهجورة، كما تولى قيادة التعليم الابتدائي على مستوي منطقة قنا الأزهرية، وكانت تضم محافظات: قنا والأقصر والبحر الأحمر.
أعماله
أسس الشيخ أحمد محمود إبراهيم، الكثير من المدارس الأزهرية للبنين والبنات في مركز وقرى نجع حمادي، وفي بهجورة كانت له بصمة كبري ثمثلت في إنشاء معاهد ومدارس ازهرية (إبتدائي -إعدادي-ثانوي)(بنين -بنات)، كما أنشأ عدة معاهد أزهرية في محافظة قنا، وله الأيادي البيضاء في إنشاء المجمع الأزهري في قريته نجع سالم (إبتدائي-إعدادي-ثانوي) (بنين -بنات)، كذلك في أولاد نجم بنيىمجمعا للمعاهد الأزهرية، ووصل الأمر الآن أن كل قرية في أولاد نجم بها مدرسة أزهرية.
وفي العمل السياسي كان عضوا فاعلا نشطا مؤثرا في المجلس المحلي لمحافظة قنا في الفترة من 1998م وحتى وفاته في 2001م، وكانت قنا في هذا الوقت تحت قيادة اللواء عادل لبيب محافظ قنا، حيث يُذكر أن الشيخ أحمد محمود حج خمس مرات واعتمر عشر مرات وفي عام 2001 (عام وفاته) أصر على أن يذهب إلى الحج، وقدّم أوراقة لكن لم يصبه الدور، ولم ييأس وأجرى اتصالاته مع اللواء عادل لبيب يطلب فيه مساعدته في الحصول على تأشيرتين للحج له وابنته.وبالفعل حصل عليهما وسافر لأداء فريضة الحج، وكأنه يودع هذا المكان الطاهر، وبالفعل مات بعد عودته بشهرين.
كما استثمر ”الشيخ أحمد“ عمله السياسي في مساعدة أهل نجع حمادي والقرى في رصف الطرق وتوصيل مياه الشرب لشرق وغرب النيل إلى جانب إنشاءات كثيرة ومتعددة بالمدارس، وقاد حملة طرق الأبواب للتبرعات لبناء المعاهد الأزهرية في انجازات واضحة للعيان.
شخصيته وصفاته
الشيخ احمد محمود إبراهيم هو والد رحيم حنون طيب كريم يكرم زائريه، وشخصية قيادية تتميز بحسن المتابعة والدأب طوال الوقت مع الحسم والشخصية القوية لضبط العمل في المعاهد الأزهرية التي عمل بها، وهو عاشق للغة العربية متعمق في أدابها وشعرها ونحوها وصرفها وبلاغتها، وخطيب بارع تولى الخطابة في مسجد قريته نجع سالم لمدة ثلاثين عاما.
كان يقود قوافل النور للتوعية الدينية طوال شهر رمضان في حياته والتي كانت تطوف القري والنجوع، وقد أرسله الأزهر في بعثة علمية إلى الجزائر سافر خلالها إلى فرنسا، وذلك من عام 1968 إلى عام 1973، وهو قارئ ومتابع جيد للصحف اليومية وخصوصا جريدة الأهرام، ومستمع جيد لإذاعة القران الكريم.
ويُذكر أن الشيخ أحمد قد كوّن فريقا للتمثيل المسرحي من طلاب الأزهر ليقدموا مسرحيات هادفة تحمل مضمونا دينيا، وبذلك يضرب المثل والقدوة بوسطيته التي لا تعرف تعصبا ولاتطرفا، حيث كان رحمه الله خفيف الظل يميل إلى المرح دون الخروج عن وقار شخصيته وكاريزما قيادته، وتزوج من كريمة النائب محمد رشاد خلف الله.
علاقاته وصداقاته
ارتبط الشيخ أحمد بزمالة وصداقة العلماء في نجع حمادي أصحاب الفضيلة: الشيخ عثمان عباس والشيخ نصر الدين علي عبد النعيم والشيخ عبد الغفار الدردير والشيخ عبد الغفار عبد العال والشيخ عبد الله عيسى والشيخ الأمير خالد والشيخ حسين عبد العال.
ومن السياسيين: اللواء عادل لبيب والنائب أحمد فخري قنديل والنائب عبد الرحيم الغول، كما ارتبط بأبناء الشيخ أبي الوفا الشرقاوي وقد قام بالتدريس للكثير من أبنائهم فهم أحبابه وتلاميذه.
وعمل الشيخ أحمد منذ تقاعده عن العمل الرسمي بالتعليم الخاص، فقد أنشأ المدرسة الثانوية الخاصة، وعمل مديرا لها حتى وفاته، وكان ممثل محافظة قنا لأصحاب المدارس الخاصة يتكلم باسمهم ويتابع ملحوظات مديرية التعليم.
عمل ”الشيخ أحمد“ على خدمة الناس حتى وافته المنية عام 2001، وقد حكى شهود عيان أنه حين توفي كان يمسك بيده أوراق تخص إنشاء معهد أزهري جديد كان قد حصل على موافقة بإنشائه.