أعلام من قنا| الشيخ علي الخطاري الذي حصل على نوط الإمتياز من الدرجة الأولى عام 1993م
كتب: أحمد القواسمي
تزخر محافظة قنا بالعديد من العلماء ورجال الدين، ومن أبرز هؤلاء الشيخ على محمد إبراهيم الأنصاري المالكي، الشهير بـ الشيخ علي الخطاري، وهو عالم من علماء الحديث والفقه، ووكيل وزارة الإدارة المركزية لمنطقة قنا الآزهرية والبحر الأحمر، ورئيس لجنة الفتوى والدعوة بمحافظات جنوب الصعيد والبحر الأحمر والحاصل على نوط الإمتياز من الدرجة الأولى عام 1993م؛ لمجهوداته الملموسة في نشر التعليم الآزهري وبناء المعاهد الآزهرية لمثلث الجنوب ”أبورماد شلاتين حلايب“.
”الشارع القنائي“ يستعرض سيرة الشيخ علي الخطاري، حسب ما جاء في منشور عبر الصفحة الرسمية للإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية.
مولده وتعليمه
ولد الشيخ على الخطاري عام 1939 في قرية الخطارة التابعة لمركز قوص آنذاك، وقد أنهى حفظه للقرآن الكريم في كتاب القرية، والتحق بعدها بمعاهد التعليم الآزهري بقنا، ثم إلتحق بكلية أصول الدين بالآزهر الشريف وحصل على الشهادة العالية مع إجازة التدريس عام 1955م.
عمله وتدرجه الوظيفي
عمل بالتدريس لعلوم الحديث والفقه المالكي بالمعاهد الآزهرية، وكان شيخنا يولي عناية خاصة لعلوم الحديث وأخرى صحته وما لذلك من بالغ الآثر في تحقيق مصادر علوم الدين، وتدرج في المناصب حتى درجة وكيل وزارة الإدارة المركزية لمنطقة قنا الآزهرية والبحر الآحمر، ورئيسا للجنة الفتوى والدعوة، وكان دائما يراعي مقاصد الشريعة العليا فيما يعرض عليه من مسائل الإفتاء، وقد أفتى بجواز الرمي في اليوم الأول من التشريق قبل الزوال ذلك أثناء قيامه بآداء فريضة الحج عام 1989م، وذلك حفظا لأرواح المسلمين من التدافع المؤدي إلى التهلكة وازهاق الأرواح إذ اجتمعت الملايين من المسلمين في وقت واحد ومكان واحد، وقد تلقت اللجان الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية ذلك الضرر بإقرار ذلك بعد عقود من الزمن.
إسهاماته الخدمية
بجانب عمله فى التعليم الآزهري إلا أنه كان دائم السعي وبهمة عالية وجهد ومثابرة يبتغى بها وجه الله ونشر علوم الدين الصحيح لوجه الله، فقد ساهم في إنشاء أحد عشر معهدا أزهريا أثناء توليه المسئولية في محافظة قنا، وذلك بإقناع الأهالي بما له عندهم من المكانة والتقدير وبما رآوه من مصلحة أبنائهم، حيث يقومون بالتبرع بالأراضي ثم يقوم فضيلته باستكمال إجراءات البناء والتأثيث باعتمادات مالية من صندوق المحافظة ثم من مشيخة الآزهر الشريف، وقد تحقق له ذلك الأمر بتيسير من الله، وأتت معاهد العلم ثمرتها في آلاف الخريجين الذين يحملون أمانة العلم الشرعي الصحيح، ونشرها في ربوع الأرض.
كان محبا ومثابرا على إلقاء دروس الحديث فى مختلف مساجد مدينة قنا، وساهم بعرض رؤيته بقوة مع فضيلة شيخ الآزهر السابق جاد الحق على جاد الحق (رحمه الله) في التشاور على وضع حجر الأساس لمعاهد آزهرية لمثلث الجنوب حلايب وشلاتين، وذلك لنشر ثقافة التعليم الآزهري وتقوية أواصر التواصل مع ساكني هذه المناطق وتقوية الهوية الدينية والوطنية لديهم.
وقد انتصر رأى الشيخ ووافق شيخ الآزهر على تخصيص مخصصات مالية لبناء المعاهد ودعم المعاهد بالمعلمين المهرة في العلم والشيوخ البررة فى القرآن والدعوة والحديث والفقه وجعل لهم حوافز مضاعفة وجعل لهم حظا أوفر بالفوز بالبعثات الخارجية للآزهر الشريف، ونجحت الفكرة وانتشر التعليم الآزهري فى مثلث الجنوب، والتحق طلابه وطالباته بجامعة الآزهر الشريف، وتخرج منهم الطبيب والمهندس والمعلم والضابط كل هذا بمجهودات الشيخ الجليل على الخطاري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأصبح مثلث الجنوب به أكثر من خمسة وعشرين معهدا أزهريا ومركز مطورا لبيت الشباب مجهز بكافة وسائل التكنولوجيا ومكتبة كبيرة تعج بمختلف أنواع المعرفة المختلفة مزودة بأجهزة عرض أفلام وثائقية.
تلاوة القرآن وإصلاح ذات البين
كان الشيخ على الخطارى رحمه الله يلهج لسانه دائما بتلاوة القرآن الكريم، وكأن تلاوة القرآن هى دقات قلبه على لسانه، حتى أنه شهد له أحد أصدقائه الطيبين أنه رآه وسمعه يتلوا القرآن، وهو مستغرق في نومه رحمه الله، وكان يدعو دائما إلى الخير وإصلاح ذات البين، ويدعو إلى مجالس الصلح للوقاية من حوادث الثأر بين القبائل حقنا للدماء.
بعثات إلى لبنان
أرسل الآزهر الشريف الشيخ على الخطاري في بعثة إلى دولة لبنان من عام 1967م إلى 1970م ثم عاد إلى أرض الوطن، وتم إرساله في بعثة أخرى إلى لبنان من 1980 إلى 1983 حيث عمل في مجال الدعوة والتدريس في كلية المقاصد الإسلامية في مدينة طرابلس، وقضى جل وقته فى لبنان في مجال الدعوة والإمامة في مساجد أهل السنة.
مشايخ في حياته
والشيوخ الذين تأثر بهم الشيخ على الخطاري، هما الشيخ محمد أحمد ابو العيون، والشيخ عبد الحليم محمود، أما الشيوخ الذين تعلم منهم، هم الشيخ حسن النجار، والشيخ أحمد أبو السرور، والشيخ أبو الحمد عبد النعيم، والشيخ أحمد الطيب الحساني، جد شيخ الآزهر الحالي، والشيخ أحمد رضوان، الحاج ابراهيم أبو شوشة، والشيخ أبو الوفا الشرقاوي، أما زملاؤه المقربون هم الشيخ أبو الحمد عبد النعيم، والشيخ حسن عبيد، والشيخ محمد الصادق، والشيخ أحمد صديق المتولي، والشيخ محمود عوض.
وفاته
تُوفي الشيخ علي الخطاري عام 1993م عن عمر يناهز الرابعة والستين عاما قضاها مجاهدا في سبيل العلم ولإعلاء كلمة الدين الصحيح في كل مكان كان له فيه حضور، وقد جاءت وفاته شهادة على حسن الخاتمة كما ينبغى أن تكون حيث فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها وهو ساجد بين يدي الله في المسجد النبوى الشريف فجر يوم جمعة وصلى عليه ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.