أعلام من قنا| ”الشيخ محمد مصطفى البحراوي“ ابن أبوتشت الذي جمع بين 4 مهن ”مدرس وإمام وخطيب وشاعر“
كتب: أحمد القواسمي
تزخر محافظة قنا بالعديد من العلماء ورجال الدين، ومن أبرز هؤلاء الشيخ محمد مصطفى أحمد عثمان البحراوي الذي كان مدرساً وإماماً وخطيباً وشاعراً يكتب الشعر العمودي بالفصحى.
”الشارع القنائي“ يستعرض سيرة الشيخ محمد مصطفى البحراوي، حسب ما جاء في منشور عبر الصفحة الرسمية للإدارة المركزية لمنطقة قنا الأزهرية.
مولده وتعليمه
ولد الشيخ محمد مصطفى البحراوي، في 8 فبراير 1920م، بقرية كوم يعقوب التابعة لمركز أبوتشت، بمحافظة قنا، وتعلم في الأزهر الشريف ثم التحق بكلية أصول الدين، ومنها حصل على شهادة العالمية وإجازة التدريس عام 1949م بدأ مسيرته المهنية واختار التدريس.
تدرجه الوظيفي
أول تعيين له كان في مصر الجديدة سنة 1950، والتي مكث فيها سنة ثم انتقل بعدها إلى نجع حمادي، فعمل مدرسا بالاعدادية بنات ثم المدرسة الثانوية الزراعية ثم مديرا لمدرسة الإعدادية الجديدة، ومديرا للإدارة التعليمية بفرشوط، ثم كانت المحطة الأخيرة رئيسا لقسم شئون الطلبة بالإدارة التعليمية بنجع حمادي، حتى أحيل للتقاعد عام 1985 بعد رحلة عطاء بنائة تميز فيها بالإخلاص والتفاني والصبر والالتزام.
أعماله وإنجازاته
كان عليه رحمة الله من الزهاد ينتمي إلى المذهب الصوفي المعتدل، ونقيبا للسادة الخلوتية، وشرف باستقبال كوكبة من الأفاضل والمشايخ منهم الشيخ حسين معوض رضي الله عنه وأرضاه، كما عمل إماما وخطيبا بمسجد التحرير، وامتاز أسلوبه بالسهولة والعذوبة والإقناع الهادي، كما كان شاعرا يكتب الشعر العمودي بالفصحى، وتنشر أبياته في جريدة الجمهورية لسنوات طويلة، وكان لديه مكتبة تزخر بأمهات الكتب ومنها أحياء علوم الدين للامام الغزالي والتفاسير المختلفة للقران الكريم والاحاديث النبوية لكبار الائمة والفقهاء
قصائده
ومن قصائده العريقة: قصيدة ”بورسعيد الباسلة“ وهي كالتالي:
١- تِيهي عَلى الدَّهرِ فَقَد نِلْتِ العُلَا
وَبَنَيْتِ لَكِ فَوْقَ السَّمَاكَيْنِ مَنْزِلَا
٢- وَشَّيَدتِ مَجدً وَأَعزَزْتِ أُمَّةً
وَسَمَوْتِ قَدْرًا أَجَلَّ وَأفْضَلَا
٣- وَرَفَعْتِ هَامَةَ مِصْرَ وَالعَرْبِ كُلِّهِمْ
وَوَهَبْتِهِم مَجْدًا كَرِيمًا مُؤَثَّلَا
٤- وَأَقَمْتِ لِوَاءَ النَصْرِ فَوْقَ رُبُوغِنا
وَرَدَدْتِ العَدوّ مُشَتتًا ومُنَكَّلَا
٥- وَحَفِظْتِ لِلْكِنَانَةِ عِزًّا وَسُؤْدُدًا
وَرَسَمْتِ لِلنَّصْرِ الطَّرِيقَ مُعَدَّلَا
٦- أَنْتِ لِلمُكَافِحِين مِثَالٌ يُحْتَذَى
وَكُنْتِ لِلمُعْتَدِينَ الزَّؤامَ مُعَجَّلَا
٧- أَنْتِ رَمْزٌ لِلشَجَاعَةِ وَالفِدَا
وَمَهْدُ البُطُولَةِ أسُدُ الْفَلَا
٨- أتَاكِ الْعِدَا مِنْ كُلِّ صَوْب وَتَجَمَعُوا
فَمَا زِدْتِ إِلَا تَجَلُدًّا وَتَجَمُلَا
٩- وَقَفْتِ كَالطَوّدِ الأَشَمِّ فَمَا تُرَوعُه
رِياحٌ وَلَمْ تَبْغِ لَهُ مُتَحَوَّلَا
١٠- فَوَلّوْا سِرَاعًا مِنْ حَيْثُمَا أَتَوْا
وَأَلبَسْتِهِمْ ذُلًا بِالعَارِ مُجَلَّلَا
١١- نَحْنُ قَوْمٌ مُسَالِمُون وإِنْ عَدَا
عَادٍ عَلَيْنَا فَلَنْ نَسْتَكِينَ وَنُهْمِلَا
١٢- يَرَى فِينَا الأسْدَ فِي غَابَاتِهَا
تَحْمِي العَرِينَ أَنْ يُبَاحَ وَيُعْتَلَى
١٣- هُوَ النَصْرُ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَا
وَمَنْ كَانَ اللّٰهُ نَاصِرَهُ فَلَنْ يُخْذَلَا
١٤- دُمْتِ لِمِصْرَ وَالعُرُوبِةِ فَخْرًا وَعِزّةً
وَنِلْتِ الشَّرَفَ المُصَوَن المُؤَمّلَا
وفاته
لقي الشيخ محمد مصطفى البحراوي وجه ربه في 17 يناير 1990م.