المراكزنقادة

رغم تراجع البيع.. الحرف اليدوية التراثية ملجأ أبناء نقادة هربًا من الفقر (صور)

كتب: صابر سعيد

 نقادة المدينة التاريخية التي اشتهرت بالحرف التراثية منذ القدم، حيث عرف أن للمدينة حضارة فرعونية منذ 4400 قبل الميلاد، تلت حضارة البداري، وقد قسمها العلماء إلى ثلاثة حضارات تمتد عبر نحو 1400 سنة وهم حضارة نقادة الأولى وحضارة نقادة الثانية وحضارة نقادة الثالثة، واشتهرت في تلك الحق بالصناعات اليدوية مثل صناعة الفخار والفركة.

 وتوارث أبناء مدينة نقادة تلك الصناعات اليدوية التاريخية لتصبح مصدر دخلًا لهم وتساعدهم علي مشقة الحياة، كما لجأ إليها العديد هربا من الفقر لاسيما في ظل تراجع فرص العمل للمؤهلات العليا والمتوسطة، فهنا في المدينة اشتهر عددا كبيرا من السكان بصناعة الفركة وهي إخراج منتجات الحرير علي النول اليدوي التي كانت تصدر للسودان ودول الخارج وما زال عددا من أبناء نقادة وخاصة الجمعيات يعمل بها، كما اشتهرت أيضًا بصناعات الجريدة لتخرج منتجات الكراسي والأقفاص وتطورت لتستخدم في الكافيترات والستائر، وفي القري عمل الحرفيين في صناعة الفخار وصناعة الحصر وخاصة في قرية الشيخ علي التي تبعد عدة كيلو مترات عن مدينة نقادة.

الفركة من نقادة إلى أوروبا

 الفركة من الصناعات اليدوية الفرعونية التي اشتهرت بها مدينة نقادة منذ القدم، وكان يعمل معظم أهالي المدينة بها، وهي إنتاج الشال النقادي، وتقلص عدد صناع الفركة في الوقت الحالي، حتى اقتصرت على بعض المنازل في المدينة وجمعية الشابات المسلمات وجمعية التنمية، والبيت اليدوي بكوم الضبع، وعددا من المنازل في نقادة، بعد أن كان يتم تصديره إلى السودان وباقي بلدان العالم.

 وتعد أول مراحل انتاج الفركة على النول هي تدوير بكرة الخيوط على “الدولاب” وتجهيزها علي حسب العرض والشكل المراد تصنعيه وتعتمد على طريقة تسمي “السداية” وهي إيصال الخيوط من البكرة للنول، وبعدها النسج بالمكوك وهي عبارة عن قطعة خشبية وبها ريشة توصل الخيوط من خلالها ويمررها المكوك بين خيوط النول، ولا يعمل المكوك إلا من خلال هذه الريشة الصغيرة.

 ومن جانبه يقترح حازم توفيق، مدير مركز الفركة بجمعية الشابات المسلمات، إنشاء قسم خاص لصناعة الفركة بالمدرسة الثانوية الصناعية بنقادة، ودعمها من وزارة التعليم الفني، لافت أن كثير من العاملين في الصناعة تخطى عمرهم 60 عامًا، مما يؤثر على إنتاج “الفركة” التي تسعي الجمعية إلى الحفاظ عليها من الاندثار، مشيرًا إلى أن المركز يقدم الدعم الكلي لصانعيها.

 وأوضح مدير المركز، أن القسم سيخلق بدوره جيلًا جديدًا، يواصل مسيرة الأجداد ويحافظ على الحرفة، مؤكدًا على توافر فرص العمل التي سيحظى بها خريجي القسم، مضيفا أن صناعة قماش “الفركة” من خيوط الحرير ويعد من أقدم الصناعات اليدوية في مركز نقادة التي ورثها أهالي المركز عن الفراعنة، وتسوق منتجاتها داخل مصر وتصدر للخارج.

صناعة الجريد مهنة الآباء للأبناء بنقادة

 صناعة الجريد هي مهنة يعمل بها أسر نقادية وتوفر لهم مصدر رزق يومي، حيث ورثها الأبناء عن الأجداد والآباء، ربما لم يعرف البعض غيرها والبعض الآخر لم تتح له الفرصة أن يجد أماكن عمل غيرها توفر له حياة كريمة تساعده على بلوغ يومه وتعليم أولاده، وجاء إليها أشخاص من محافظات أخرى لكي يتعلموا فنونها في نقادة،

وهي فن وتراث أتقنه النقادي ينعكس على القطع الجريدية، فمنها صنع الكراسي والموائد والستائر والأباجورات وغيرها، لكن يعاني أصحابها من بعض المشكلات التي تتعلق بالكسب القليل وصعوبة الحياة اليومية وعدم إيجاد فرصة عمل أمامهم سوى الصناعات الجريدية.

 قال أحمد بدوي، حرفي جريد، إن حرفة الجريد لا تقتصر على صناعة الأقفاص والأسرة فقط بل يمكن أن تطوع أشكال عديدة إذا كان الحرفي يمتلك مهارة في عمل ذلك، وهو ما يقوم به في الوقت الحالي، حيث استحدث أشكال جديدة وأعمال متنوعة مثل صناعة الأباجورة والستائر والكراسي المستخدمة في المقاهي والأسقف الزينة وغيرها من الأشكال غير التقليدي، وأكد أن تلك الحرفة ورثها عن والدها الذي عمل بها منذ عشرات السنين.

 الفخار الفرعوني بنقادة

 صناعة الفخار هي أقدم مهنة عرفها النقادي منذ عصور الفراعنة، حيث أن معظم المقابر التي اكتشفت في نقادة والتي تتواجد آثارها في متحف باريس من تماثيل الفخار وأواني فخارية، وتتواجد صناعة الفخار بنقادة في قرية الشيخ علي التي يعمل فيها معظم أهالي القرية.

قال أحمد سلمان، إن القرية تشتهر بصناعة الفخار ويعمل معظمها في تلك الصناعة وكان في وقت سابق يعمل كل أهالي القرية في صناعة الفخار إلا عددًا لا يذكر، بجانب عملهم في وظائف أخري.

 واشتكي سلمان، من الأماكن الضيقة التي يعملون بها، بالإضافة إلى كثرة الشكاوى التي يتعرضون لها من قبل الأهالي بسبب الأدخنة، مما يضطر البعض إلى العمل فوق أسطح منازلنا لعدم وجود ملجأ أو منقذ غيره.

 صناعة الحصر بقري نقادة

 يعمل عددًا من أبناء قري نقادة في صناعة الحصر اليدوية من نبات الحلفاء وهي أيضا صناعة قديمة ورثوها عن الآباء منذ القدم، ولكنها قاربت على الاندثار في الوقت الحالي بسبب قلة الموارد والأدوات التي تتوفر للحرفي وتراجع أسعارها مقارنة بالحصر الحديث.

 وقال محمود علي، إن صناعة الحصر تبدأ بتجميع نبات الحلفا من جوانب الترع والأراضي المهجورة وتوضع في الماء فترة محددة، ثم توضع على جهاز يدوي ممتد بخيوط من النخيل “اليف” وتبدأ الصناع في الغزل بمساحة محددة على الأرض ويستغرق الحصير الواحدة أكثر من نصف يوم لإنجازه.

 وأوضح علي، أن في مواسم السياحة يقبل أصحاب الكافيهات على شراء الحصر لاستعماله في ديكور الكافيهات وعلى الشواطئ ولكن في الوقت الحالي تراجع الإقبال على الشراء مما أثر علي دخل الصانع واتجاهه إلى العمل في أشياء أخري باليومية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق