كتب: أحمد القواسمي
صناعة الأثاث من جريد النخيل إحدى الحرف التراثية التي تشتهر بها محافظة قنا، والتي تحتاج إلى دقة ومهارة من الصانع، حتى يستطيع دائماً أن ينتج كل جديد بأشكال تواكب التطور وتناسب السوق المحلي، بجانب الأشكال التقليدية “الأقفاص والأسرة والكراسي” المعروفة منذ القدم.
يقول محمد سيد، أمهر حرفيي جريد النخيل بمركز نقادة، إنه يبلغ من العمر 45 عاماً، بدأ عمله فى صناعة جريد النخيل في سن مبكرة، حيث تعلم الصنعة على يد والده، كما التحق بالثانوية الصناعية “قسم الزخرفة” وهو ما ساعده على الإبداع وابتكار أشكال جديدة غير تقليدية بجانب صناعة الكراسى والأسرة والأقفاص التي يقبل على شرائها الزبائن.
ويضيف “سيد”، أنه يستطيع صناعة أي مجسم باستخدام جريد النخيل، ويمكنه أيضاً أن يحوله إلى قماش يصنع منه ملابس، موضحا أنه يقوم بصناعة الأباجورات والنجف، والمراكب الشراعية، وساعات الحائط، وألعاب التزحلق، والمكاحل، والستائر التي تستخدم كنوع من الزينة، التي يُحبها ويُقبل السياح على شرائها لاستخدامها كتحف أو انتيكات.
ويتابع: أنه يصنع أيضاً الأشكال والقطع التقليدية مثل الكراسى والأسرة والتربيزات بأحجام وأشكال مختلفة، والتي يقبل الزبائن على شرائها، لحبهم في الحرف التراثية التي تشتهر بها محافظة قنا، لافتا إلى أنه يستخدم أدوات بدائية بسيطة مثل الهلال ومسمار العلام والقرمة والماسورة، مشيراً إلى أنه يشتري جريد النخيل من التجار، ثم يتم وضعه لفترة تحت أشعة الشمس حتى يجف قبل تشكيله.
ويشير “سيد”، إلى أن الأشكال التي ينتجها من جريد النخيل تعتمد على دقة ومهارة وتستغرق وقتاً طويلاً، مناشداً المسئولين بضرورة الإهتمام بالحرف التراثية التي تشتهر بها بمحافظة قنا وخاصة جريد النخيل، مما يساهم في زيادة الدخل القومي، وارتفاع مستوى المعيشة، وتوفير فرص عمل للمواطنين.