حكاية ” العم قرقوش” الذي أقام سرادق عزاء لكوكب الشرق ” أم كلثوم” بالوقف
كتب: جاد مسلم
تزج القرى في الزمن الماضي بالحكايات والقصص، والتي تبدو إذا ما قصصتها اليوم من الغرائب، ومن تلك الطرائف حكاية ” العم قرقوش” عاشق ” أم كلثوم” كوكب الشرق .
يحكي عنه أنه كان كغيره من أهالي قرية الوقف، التي كانت تتبع مركز دشنا، قبل انفصاله، متدين بالفطرة، غير أن ذلك لم يمنعه من حب الغناء وكلمات أم كلثوم الجنوني عن غيرها، حتى أنه أقام لها سرادق عزاء في قريته القلمينا.
وُلد العمّ الراحل إسماعيل يوسف إسماعيل، وشهرته إسماعيل قرقوش في قريتنا القلمينا عام 1927، ورحل عن عالَمنا قبل أشهر قليلة عن 93 عاماً.
وعن سيرته الذاتية فقد ورد عنه بصفحة ” شخصيات لا تنسى” والتي تهتم بالشخصيات التي حملت سمات خاصة بالوقف ، أنه كان يعمل في مقتَبل عُمره “أسطى مَكَنة” في قريتي أولاد عمرو وفي السمطا بدشنا، في حقبتي السبعينيات والثمانينيات خفيراً نظامياً في بلدتنا لمدة 19 عاما.
تميز الرجل بذاكرة حاضرة، ويتمتّع بخفّة دم لافتة، وعن تسميته بالـ “قرقوش”؟ قال لمحاوره الكاتب خالد ربيعي: احنا مالناش دعوة بالقرقوش ، جدّي الله يرحمه كان شديد قوي، وواعر، فأطلقوا عليه لقب “قراقوش”، وده اسم حاكم زمان، والّا وزير باين، كان معروف انه شديد، والناس تخاف من بطشه، والناس عندينا ما عارفاش، وبقت تقول “قرقوش”، وطلّعت علينا الاسم ده!!.
وعند سؤاله عن حكايته مع الست أم كلثوم، وهل “نصَبَ لها” عند وفاتها فعلاً، (أي أقام لها سرادق عزاء)؟ وهل قال فعلاً: “اللي مش حيعزيني فيها مش حاعزّيه”.
فقال : “أيوه نصبت لها فعلا 3 أيام، واتلقيّت فيها العزا، الست أم كلثوم دي ستّ عظيمة، ويسمعهوها العُلماء (!!)، وبتقول كلام موزون”!، واكمل حديثه بترديد مقطع من أغنيتها الشهيرة “شمس الأصيل”
“شمس الأصيل دهّبت خوص النخيل يا نيل
تحفة ومتصوّرة في صفحتك يا جميل
والناي على الشط غنّى والقدود بتميل
على هبوب الهوا لما يمرّ عليل”