قوص

حكاية “حكمت وزينب”.. شقيقتان تعملان في حصاد القصب بقوص وأمنيتيهما لقاء الرئيس وزيارة البيت الحرام

كتبت: منى أحمد

بين عيدان القصب الشاهقة، تبرز شقيقتان لازم جسدهما أربطته، فاكتسبا من صلابته، في الصبر على العزائم، حتى رسم الزمن على وجوههم الشقاء، وعلى أيديهم جروح أحدثتها أشواك القصب، وكست على بشرتهم السمار، من العمل لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، ممسكة أحداهما بفاس لكسر “عيدان القصب” وتساعدها شقيقتها في تقشيره لتجهيزه للشحن ورغم ذلك تملأ وجوههم ابتسامة الرضا.

بعربة كارو بعد أذان الفجر، يقطعن مسافات طويلة طلبا للرزق، لتحمل تكاليف الحياة ومشقتها، في مهنة عرفت بأنها “للرجال فقط” لقسوتها وصعوبتها حتى وأن كلفهن ذلك مخاطر عدة، ومنها الحيوانات المفترسة من أجل جمع بضع جنيهات يكسبنه بعد ساعات من العمل، في حصاد القصب بقريتهم والقري المجاورة.

خلف ابتسامة من الرضا، نجد قصة طويلة من الكفاح بطلتها، حكمت محمد طنطاوي 70عاما، وشقيقتها زينب 60عاما، من قرية الجمالية بمركز قوص، فقبل أن تجمعهم الأخوة جمعتهم الظروف المعيشية في رحلة شقاء طويلة منذ أن رحل والدهم وتوفي وهم في عمر الزهور لتتولي تربيتهم والدتهم وجدهم.

تقول حكمت، إنها تعمل في مهنة حصاد القصب، منذ 30عاما، بعد وفاة زوجها الأول الذي ترك لها ولد وبنت، وانفصالها عن زوجها الثاني، لتبدأ رحلتها مع الشقاء لتربية أبنائها، حتى استطاعت تزويج ابنها وابنتها التي اضطرت الى اللجوء اللي القروض لتزويجها في مبالغ وصلت اللي 10الاف جنيه لم تستطيع تسديد منهم إلا 4الاف جنيه فقط.

وتابعت “حكمت” تمت إصابتي بورم في الثدي نتج عنه عملية استئصال وعلاج بالكيماوي في مستشفى الأورمان بطيبة، فضلا عن بتر أحد أصابعي نتيجة خطا طبي في ” حقنة ” وهو ما أدي اللي عدم قدرتي على العمل كما كنت قبل إصابتي.

أما شقيقتها زينب، فتقول عزفت عن الزواج لخدمة والدتي المريضة، وبعد وفاتها عملت في زراعة وري أرضنا التي تركها لنا والدنا 6قراريط” بجانب العمل في حصاد القصب بالقرية والقري المجاورة.

وعن رحلة الشقاء والعمل تروي الشقيقتان أن رحلتهما تبدأ بعد صلاة الفجر، “بنصلي الفجر ونأخذ عربيتنا الكارو ونتوكل علي الله”، وعن رفيقهم الدائم في رحلتهم وهي عربة الكارو التي تساعدهم في قطع المسافات الطويلة وتحميل أوراق القصب لغذاء ماشيتهم، متجهين اللي موقع حصاد القصب في الزراعات بالقرية والقري المجاورة.

تبدأ الشقيقتان، أعمال الحصاد بكسر عيدان القصب ثم تقشيره وبعد ساعات من العمل، تقوم الشقيقتان بتحيمل ما قاموا من تقشيره من أوراق على عربتهم الكارو عائدين اللي منزلهم.

بأمنيات بسيطة اختتم الشقيقتان حديثهما، بأمنية زينب في عمرة أو حج اللي بيت الله الحرام، أما حكمة فتتمني من الرئيس السيسي مساعدتها في سداد ديونها التي أثقلت كاهلها لستر وتزويج ابنتها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق