قصص مصورة

النور مكانه في القلوب.. “زينب” تحلم أن تكون أول “مذيعة كفيفة”

حاربت إعاقة البصر بنور البصيرة وصنعت أكثر من 500 فيديو

كتبت: منى أحمد

“النور مكانة في القلوب، يا تكون قد الحياة، يا تعيش وحيد وسط الدروب”، بهذه الجمل التي اقتطفتها من إحدى الأغاني، اتخذتها نبراسًا يضيء لها، بعد أن سُلبت منها نعمة البصر، فرغم إعاقتها البصرية، إلا أن نور البصيرة أقوى من نور البصر، فهي ترى بعين أمل وعزيمة، جعلتها تتحدى الصعاب وتتغلب عليها، وتطوعها لخدمة الآخرين من الكفيفين والمبصرين.

زينب بهاء، فتاة عشرينية، من ذوي الهمم، ولدت بمدينة قوص، في محافظة قنا، وهناك تابعت دراستها بمراحل التعليم المختلفة، حتى حصلت على ليسانس الآداب قسم الإعلام في عام 2017م، واتخذت المجال الصحفي والإعلامي، طريقا لها تكسر به القيود، وتدخل إلى عالم التكنولوجيا، لتوصيل رسائلها عبر قناة على “يوتيوب” تبث فيها فيديوهات تساعد الكفيفات في الاندماج بالحياة.

تقول زينب، إنها عملت في المجال الصحفي، بأحدي المواقع المحلية، أثناء دراستها الجامعية، بمساعدة شقيقتها، وفور تخرجها تعلمت كيفية استخدام الحاسب الآلي، من خلال برنامج قارئ الشاشة الخاص بالمكفوفين، وبدأت في تطوير مهارتها الصحفية والإذاعية، حتى عملت في أكثر من موقع إلكتروني.

وتشير زينب، إلى الحياة القاسية والصعبة، التي عاشتها وواجهتها في العمل الميداني الصحفي، لصعوبة تنقلها بمفردها بدون مرافق، لعزوف الأهالي عن التعامل معها، ونظرة التهميش لذوي الهمم، فقررت البعد عن العمل الميداني واتجهت إلى العمل عن بعد.

وتابعت، قمت بتطوير نفسي من خلال عمل قناة يوتيوب، تضم كفيفات تعبر عنهم وتسمى “ربة البيت الكفيفة”، نفذنا خلالها فيديوهات تعدت الـ500 فيديو، ومحتواها يدور حول كيفية تعامل الكفيفة في المنزل وكيفية رعاية أسرتها، من رعاية الطفل والأعمال المنزلية، وتبادل الخبرات حتى استطعنا تحقيق انتشار واسع ليس للمكفوفين فقط بل المبصرين أيضًا.

وترجع صاحبة الهمة، الفضل فيما حققته من نجاح إلى أسرتها لمساعدتها، في تخطي الصعاب والاهتمام بها، ودعهما وتحفيزها في كل خطة تخطوها وهو ما اكسبها ثقة كبيرة في نفسها دفعتها إلى النجاح، لافتة إلى أنها لم تلتحق بمدرسة للمكفوفين، ولكن التحقت بمدرسة للمبصرين من خلال الحفظ والحصول على الدرجات النهائية بالمواد.

وأبدت زينب حزنها، على عدم تحقيق حلمها والتحاقها بكلية التربية أو الإعلام رغم نجاحها بتفوق، بسبب رفض اللوائح والقوانين لالتحاق المكفوفين بتلك الكليات، فاضطرت إلى الالتحاق بكلية الآداب قسم إعلام لأنها الأقرب من تحقيق حلمها.

وأضافت، أنني قررت تطوير نفسي، حتى أحقق حلمي في أن أكون أول مذيعة كفيفة، في مصر والوطن العربي، أعبر عن المكفوفين، فقمت بتنفيذ وإدارة موقع الكتروني، وقناة يوتيوب خاصة بفئة المكفوفين.

وأشارت صاحبة الهمة، إلى مشاركتها في مبادرة “طاقة نور”، لخدمة ذوي الهمم، من استخراج بطاقات وتوعية بالقانون الخاص بذوي الهمم، في كيفية معرفة حقوقهم والخدمات المتاحة لهم، متمنية أن تعمم تلك المبادرة على مستوي الجمهورية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق