في ذكرى العاشر من رمضان .. حكاية العم “عباس” بطل حرب أكتوبر في خداع العدو الإسرائيلي بالدبابات المزيفة

كتبت: منى أحمد

نجح خلال فترة تجنيده بالجيش، في مشاركته بصناعة دبابات مزيفة، لخداع العدو والتمويه لنفاذ ذخيرته حينما كان في اليمن ضمن الفرقة 72 صاعقة.

كانت تلك الأعمال البسيطة، تمكنه وأصدقائه من الفرار من طائرات العدو، كما تم تعينهم على خداع العدو ، حيث تم استخدام خبرته في تشكيل الصفيح، كخطط استراتيجية في ساحة حرب الاستنزاف والسادس من أكتوبر التي تحل اليوم تزامنا مع ذكري العاشر من رمضان .

في منزل بسيط مستور الحال، بشارع البطحة بمدينة قوص، يجلس أحد أبطال حرب الإستنزاف وانتصارات أكتوبر، وحوله أدواته من مطرقة خشبية ومقس حديدي وجاكوش، يمكنوه من ملئ فراغ وحدته بصنع من خلالها مجسمات فنية من الفواتيس وألعاب الأطفال .

 العم سيد عباس، صاحب 79عاما، الذي ذاع صيته ولقبه الأهالي بساحر الصفيح في قوص، بدأت رحلته مع الصفيح، خلال فترة تجنيده بالجيش، لينهي بعدها فترة الخدمة العسكرية، ليعمل بعدها سائق بهيئة النقل العام وبعد بلوغه سن المعاش عاد لحرفته وعمله في صناعة وتصميم فوانيس رمضان و الالعاب من سيارات نقل وسفن، إضافة إلي الواح الكعك وحصالات الأطفال.

يرجع العم سيد، الفضل في حرفته التي يمارسها منذ 10 أعوام إلي فترة خدمته في الجيش في ستينيات القرن الماضي، والتي اكسبته شهرة كبيرة بين أهالي قوص بل أنها وصلت إلي وزير النقل السابق بعد مقابلته له أثناء زيارته مدينة قوص.

صاحب الوجه البشوش، يعتبر مصدر فرحة الأطفال لصناعته فوانيس رمضان من الصفيح، كما أنه مصدر مهم لأدوات صناعة المخبوزات من اقماع وآواني مخبوزات، فيعرف الناس طريقه ليقدم صنعته المتقنة للأهالي، بأسعار زهيدة لا تمارس ضغوطا علي ميزانياتهم.

يبدأ عمل العم عباس، في رمضان في الثامنة من كل صباح وحتي قبل أذان المغرب ، ويعتبر موسمه الرئيسي هو شهر رمضان بسبب صناعة الفوانيس والواح الصاج واقماع الحلويى.
يقول العم “عباس” أنه بعد تزوج أبنائه ليمارس هوايته التي تساعده علي الظروف المعيشية الصعبة رغم كبر سنه وتأثير المهنة علي العينين والظهر لما تتطلبه من مجهود ومشقة إلا أنه لديه إصرار وعزيمة للعمل حتي أخر العمر.

وأضاف أنه يحلم بمحل بسيط يمارس فيه هوايته وعمله، ليكمل ما تبقي من عمره وليجمع أدواته وأعماله بعيدا عن مدخل المنزل الذي تحول إلي مقر عمله الدائم.