كتب: أحمد سعيد
“في ركن صغير بغرفة منزل الأسرة ، يرتب محمود حسين، ابن قرية الخطارة، أوراقه وأقلامه ليمارس هوايته المفضلة منذ سنوات، وهي كتابة آيات من القرآن الكريم والحكم والأمثال، فضلا عن تمكنه من الرسم على جدران المنازل، وتزينها بعبارات الحج التي تعبر عن حجاج أهل المنزل.
تعلم وأجاد”محمود”، الخط بأشكاله المختلفة والرسم منذ نعومة أظافره على يد والده عندما كان يخط على لوحات مسطحة آيات القرآن الكريم، ومنذ هذا حقق حلمه بتعلمه وإتقانه الكتابة بالخطوط العربية بكل قواعدها، حتى أصبح أفضل الخطاطين في محافظة قنا.
قال محمود حسين، طالب كلية التمريض، إن بدايته مع تعلم الخط كانت في مرحلة مبكرة منذ مرحلة التعليم الابتدائي ولكنه لم يكن يعلم قواعد الكتابة إلا مؤخرًا منذ 3 سنوات، فكان يشاهد والده يكتب على اللوحات بالمنزل ويدون العبارات والحكم وآيات من القرآن الكريم علي جدران المنازل، وكان من أمهر الخطاطين في قريته وقتها.
وأوضح ” حسين”، أن إتقان الكتابة كان من الأمور الصعبة التي تحتاج إلى وقت وجهد كثيرًا، ونظرًا لدراسته وانتظامه في دروسه لم يتفرغ لتعلم قواعد الكتابة منذ وقت مبكر، ومن خلال مشاهدة فيديوهات عن الخط العربي على النت تعلمت قواعد الخط الديوانى وخط النسخ وغيرها من الخطوط المعروفة.
وأشار محمود حسين، إلي أنه أشترى أدوات خاصة بالكتابة وبدأ في التجربة والتعلم بالمنزل بمفرده دون معلم خط أو دراسته في مدارس خط، ووفر أدوات خط من البوص والحبر والورق، التى اشتراها من القاهرة لندرة توافرها في المحافظة.
وقال حسين، إن بداية كتاباته كانت جمل وحكم وأمثال من صفحات علي موقع التواصل الاجتماعى الـ”فيس بوك” ثم بدأ في كتابة آيات من القرآن الكريم ونشرها علي صفحته الشخصية، وحظيت بتفاعل كبير من المتابعين مما دفعه إلى استكمال كتابة تلك الآيات والبدء في الكتابة علي لوحات بمساحة أكبر من الورق.
وتابع طالب كلية التمريض، لافتًا أنه أنجز لوحة لكتابة سورة الواقعة بطول متر وعرض 70 سنتيمتر وهي أكبر اللوحات التى كتبها خلال رحلة تعلمه الخط، واستغرقت اللوحة أسبوعًا كاملًا لكتابتها، مشيرًا أنه قام بعرضها للبيع علي صفحات التواصل.
وأضاف محمود حسين، أنه مؤخرًا تعلم الكتابة علي الجدران أيضًا وليس الورق فقط، ورغم صعوبة هذا النوع من الكتابة الذى يحتاج إلي دقة وعدم الخطأ إلا أنه بدأ العمل في عدد من المنازل وكتابة عبارات وآيات من القرآن الكريم علي مداخل تلك المنزل.
وتمني الطالب، أن يكتب القرآن الكريم كاملًا بخط يده ويهديه لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إذا أتيح له ذلك، مقدمًا الشكر لكل من ساعده في الوصول إلي ما يتمني ولأخيه ووالدته وأسرته.