مشروع وادي كوم أمبو “المنسي” ينتظر قُبلة “حياة كريمة” في قنا
قرية منعدمة الخدمات ومشروع يعاني الإنهيار
كتب: جاد مسلم وسمر سليمان
يعتبر مشروع استصلاح الأراضي “وادي كوم أمبو”، الذي أنشأ في صحراء المراشدة بمحافظة قنا، ويستهدف مساحة تقدر 4600 فدان، واعدًا المنتفعين ب1000 وحدة سكنية، من أكبر المشروعات، بعد البدء فيه منذ 30 عاماً.
أجرى “الشارع القنائي”، جولة بعد شكوى المزارعين وسكان المنطقة، من انهيار أساسات المشروع القومي، وذلك في كثير من المحاور، مطالبين بنظرة المسؤولين على ذلك المشروع، الذي سيحقق طفرة على جميع الأصعدة حال الاهتمام به.
مطالب بإعادة تأهيل المشروع وإزالة التعديات
حيث شكا مزارعو مشروع كوم أمبو، من تهالك المحطات وخروجها عن نطاق الخدمة، وعدم وصول المياه لري الأرض والاعتماد على مياه مالحة من باطن الأرض، بعد إتلاف مسار المياه الرئيسي، نتيجة ممارسات بعض أباطرة الأراضي، فيقول محمد علي جاد، أحد المنتفعين، إن الأراضي الزراعية في وادي كوم أمبو، لم تعد تنتج محاصيل جيدة؛ بسبب عدم وجود مياه ري صالحة للزراعة.
وأوضح، أنه يقوم بزراعة فدان وحيد خاص به، ويعاني من قلة إنتاجه أو حتى تغطية تكاليفه، بسبب المياه المالحة، وعدم وصول مياه الترعة له، بعد تدهور المشروع ونهب المحطات والتعدي على مسار المياه، منذ ثورة يناير 2011.
ويضيف بهاء عبد الراضي، مزارع، أن محصول قصب السكر، كان في بداية المشروع يصل إنتاجه إلى 70 طنا، فقد كان يروى بمياه صالحة، وتغير الحال بعد نهب المعدات والمحطات، والتعدي على المشروع بطول امتداد مصدر المياه، فلم يعد يصل إنتاج الفدان إلى 25 طنا.
وأفاد “عبد الراضي”، أن الحل يكمن في قيام هيئة الري بدعم الخط الرئيسي، وتشغيل “البابور” وملء الحوض، سيتم ضخ المياه العذبة إلى الأراضي، عند ذلك يعود إنتاج الأراضي مثل ما كان عليه في البداية.
المشروع أصبح خرابة
ويوضح قاسم السمان، أحد ملاك الأراضي، أنه يقيم في المشروع منذ أواخر الثمانينيات، وبسبب عدم وجود مياه عذبة، مشروع وادي كوم أمبو أصبح خرابه، وتابع أن إنتاج القصب حاليا لايعدي25 و15 طنا للفدان، وأن المحطات نهبت بالكامل، وأصبحت جدرانا دون معدات، وخرابه يسكنها الأشباح فقط.
ويشير “السمان”، إلى أن استغلال مجموعة من الشخصيات لنفوذها، وقطع الخط الرئيسي للمياه، وأخذها لأراض مملوكة لهم، دون وجه حق، على الرغم من تقديم شكاوى كثيرة، ولكن دون أدنى مسؤولية منهم.
ومن جانبه قال أحد المسؤولين بالمحطة الرئيسية، فضل ذكر اسمه، أن المحطة تعمل بقوتها كاملة، غير أن ما حدث في المسار الرئيسي، بعد التعديل عليه من بعض أصحاب الأراضي، وإقامة فتحات خاصة لري أراضيهم، جعلت من دور المحطة في توصيل المياه للجميع، “مهمة مستحيلة”، مؤكداً أن عودة الخط الرئيسي لوضعه المصمم عليه، هو الحل الوحيد لعودة الخدمة المنشأ من أجلها.
انعدام الخدمات بقرية “الحصري”
ولم تتوقف مشكلات مستفيدي مشروع وادي كوم أمبو، على قلة إنتاج الأراضي فقط، لكنه طال ساكني القرية التي يسكن بها المزارعون، بعد انعدام وصول مياه الشرب لهم، وظلام الشوارع، وغياب الخدمات الصحية والتعليمية بالقرية – وفق حديث الأهالي-.
تقول سعيدة محمود، ربة منزل، إن القرية تعاني من انعدام الخدمات من مياه الشرب، والتعليم، والإنارة لشوارعها ليلاً، مضيفة أن الفتيات قد حرمن من التعليم بعد المرحلة الابتدائية، بسبب عدم وجود مقدرة على إرسالهن لدراسة في القرى المجاورة، وخوفاً عليهن من بُعد المسافة ووجود القرية في قلب الجبل.
وتشير “محمود”، إلى أن تكلفت ملأ الجراكن بمياه الشرب، وصل 100 جنيه في الأسبوع، ورغم تقديم كثير من الشكاوى لتوفير المياه الصالحة لا نجد من يستجيب.
ويضيف عبد الحميد شكابي، أحد سكان القرية، أن الخدمات معدومة، فلا يوجد إنارة بعد تلف الكشافات، فالقرية تعاني الظلام ليلاً، وتعرض الأطفال والكبار للدغات العقارب.
مطالب بفصول اعدادي
وطالب “شكابي”، بتوفير فصول للمرحلة الإعدادية، لإعادة الفتيات للتعليم مرة أخرى، بعد عجز الأهالي عن استكمال تعليمهم في مدارس قرية الشيخ علي، التي تبعد عشرات الكيلو مترات عن القرية.
وتوضح أسماء سعيد، ربة منزل، أن الوحدة الصحية، أصبحت ملجأ الخارجين عن القانون، ونهبت منها الأبواب والشبابيك، بعد توقفها عن العمل، وعدم تقديمها لخدمة في قرية، تبعد عن أقرب بديل بعشرات الكيلو مترات.
ولفت محمد أدهم، طالب، إلى أنه يضطر إلى الذهاب إلى المدرسة من الساعة الخامسة والنصف صباحاً، حتى يستطيع الوصول في موعده، ويضطر لاستكمال الطرق سيراً على الأقدام، حتى يستطيع استقلال سيارة أجرة، وفي كثير من الأحيان يصل متأخراً، مطالباً بإنشاء فصول إعدادي بالمدرسة، حتى يستطيع أن يدرس ولا يتعرض للتسرب من التعليم بسبب الظروف السابقة.
“حياة كريمة” تحل الأزمة
وفي سياق متصل قال عزت السيد قناوي، إن القرية من المنتظر دخولها بالمرحلة الثانية لمبادرة الرئاسية “حياة كريمة “، مضيفاً أنه سيسعى لحل المشكلات المتعلقة بالقرية في حدود المتاح، بعد الوقوف على ما تحدث عنه الأهالي من خدمات غائبة.