بروفايل
أخر الأخبار

“أديب البحرية”.. القبطان محمد السنبسي “بحّار عشق السماء” (بروفايل)

يعيش في منزل على هيئة مقاتلة بحرية

كتب: جاد مسلم وسمر سليمان

عبر أكثر من 65 عاماً، قطعها دون توقف، صاعداً للأعلى خطوة خطوة، مصرًا على أن يترك خلفه علامات بارزة من الصعب أن يمحوها الزمان، على مر تاريخ حافل، بعد أن عايش طفولته في الملكية، وشبابه في زمن ثورة الضباط الأحرار، إلى أن أصبح من أبرز علامات البحرية المصرية، حتى ظهر وجهه الحقيقي كعلامة بارزة، بعد كافح واجتهد ليشق لنفسه طريقاً من السفح للقمة، مستحقاً لقب “أديب البحرية”.

تاريخ حافل للقبطان محمد أحمد إسماعيل السنبسي، صاحب ٨٦ عامًا، أحد رواد البحرية المصرية وأحد أفراد “البحرية السنبسية”، كما يطلق عليها، لكثرة من التحقوا بهذه المؤسسة العريقة، هو حفيد إسماعيل بك محمود، الذي أنعم عليه الملك فاروق الأول بلقب البكوية، وكان يشغل منصب يقابل وزير المالية حاليًا، وأخر أبناء أحمد إسماعيل، الذي حصل عليها كوالده.

يعد القبطان محمد، أصغر أفراد الأسرة المكونة من 4 شقيقات و3 أشقاء، فالشقيقة الأولى زوجة للواء عاطف المراسي، دفعة الرئيس جمال عبد الناصر، وأحد المقربين للضباط الأحرار، ولديها ثلاثة أبناء جميعهم بالقوات المسلحة، أما “أبو الوفا” أخيه الأكبر، فقد وافته المنية في عمر الـ14 عامًا، بعد إصابته بالتيفويد، وأخيه اللواء عبد الوهاب، خريج الدفعة الأولى من كلية القوات البحرية، كما تزوجت أحد شقيقاته بالعمدة عبد العال أبو عابد ولديها نجلها اللواء محمد عايد، مساعد مدير أمن الأقصر، ولديه ابن وحيد كان يشغل مديرًا للمراجعة الداخلية لشركة أوراسكوم، لوقت قريب، وزوجته نجلة الفريق صلاح حتاتة، قائد سلاح المشاة في زمن ثورة 52، وعميد عائلة حتاتة.

انطلقت أولى مراحل تعليمه بحضانة “ودولي سكول” قبل أن يلتحق بكلية فيكتوريا من عام ١٩٤٧ حتى ١٩٥٤م، ليلتحق بعدها بالكلية البحرية، مشيرًا إلى أن حلمه منذ الصغر هو أن يصبح طيارًا، وتم قبوله بالفعل بالجوية، إلا أن والدته قاومت رغبته خوفًا عليه، خاصة بعد التحاق أخيه بالبحرية ووفاة أخيه الأكبر، فقد أعلنت رفضها لأن يكون أحدنا بالبحر والآخر بالسماء، إلا أن شقيقه ووالدته أقنعاه بالبحرية.

 تدرج القبطان محمد، في العديد من الرتب والمناصب، بتفوق في التدريبات ورغم وجود أخيه الأكبر، إلا أنه وضع نصب عينيه، “أنه لن يصنعك غير علمك وعملك”، حتى أنه استطاع أن يتلمذ المقاتلين البواسل الذين استطاعوا تنفيذ عملية المدمرة إيلات، إلى أن وصل رتبة العقيد، ليقرر التقاعد، بعد أن توفت زوجته في ظروف قاسية، فقد كان ذهنه مشتت بين البحرية وابنه أحمد.

ذاع صيت القلطان محمد، خلال فترة الدراسة، حيث أطلقوا عليه لقب “أديب البحرية”، حيث كان منوطًا بتنظيم المناسبات ويعبر عن الأحداث التي تمر بها الكلية والجامعة، في صورة سرد شعري، منها حفل نهاية أول عام بالبحرية، واحتفظ بمخطوطات كل ما دومت، كما أنه يجيد اللعب على البيانو والجيتار، وذو حس موسيقي فريد.

 عشقه لمسقط رأسه بالصعيد، كان جليًا جدًا، والذي فضله هربًا من البروتوكول المتشدد في حياته، تحت سقف البكوية وكل شيء يتم فيها بنظام، إلا أن أحداث الحرب العالمية الثانية، وبعد وصول الألمان للعلمين؛ جعلتهم يفكرون بالرحيل لمسقط رأس والده بالوقف، وقتها بمنطقة الجزيرة بالسنابسة، حيث حياة الخيال دون كهرباء، وماء، وسيارات.

لم يتحمل فراق البحرية أو الابتعاد عن البحار وباطن السفن الحربية، ليؤسس منزله بمركز الوقف، على شكل مدمرة بحرية، فدائمًا ما يشعر بالسعادة، بين جدران منزله صاحب شكل المدمرة، رافضًا أن يصنع لها أسوارًا وكأنها حرة في بحر كبير، وأن الشكل العام لمنزله ليس فقط ما يشبه المدمرة البحرية، فكل شيء بداخله الباب، والنوافذ، والرسومات، والسلالم الحديدية ومنحنيات الأبنية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق