إبداعالصحة والمرأةديوان المشاهيرنقادة

الأديب والباحث/ الطيب أديب،في حواره للشارع القنائي:

المجتمع القنائي تحكمه أعراف وتقاليد تلزمه باحترام المرأة ..ولكنه لايخلو من مظاهر العنف .!

حوار: ابراهيم زايد

تمثل المرأة العمود الفقري  للمجتمع فهي الأم والزوجة و الإبنة وعلى عاتقها ترتقي المجتمعات. ولكن المرأة تتعرض في العصر الحديث لضغوط حياتية ،ومظاهر عنف تسبب لها آلاما بدنية ونفسية تعيقها عن إكمال مهامها الأسرية والمجتمعية وقد تتسبب في انهاء حياة الكثيرات من النساء.

حاورنا الأديب والباحث القنائي/ الطيب أديب، ابن نقادة، مؤسس ورئيس مؤسسة رواء للتنمية المجتمعية، بمحافظة قنا، حول ظاهرة العنف ضد المرأة لنتعرف على مظاهر الظاهرة وأنسب الحلول للحد من خطورتها لاسيما في مجتمعنا القنائي والجنوبي.

*كثر الحديث في الآونة الأخيرة في مجتمعنا الجنوبي حول ظاهرة العنف ضد المرأة التي تؤرق المجتمع فهل كان لمؤسسة رواء دور في مناقشة الظاهرة للحد منها؟

– مؤسسة رواء للتنمية المجتمعية والثقافية مر على تأسيسها عامان وأربعة أشهر استطعنا فيها القيام ببعض المبادرات كمبادرة “حرفيون ومبدعون” لتدريب وتأهيل لأصحاب القدرات الخاصة على الحرف والأشغال اليدوية وإكسابهم مهنة تدر عليهم دخلا. ومبادرة مفكرون قنائيون.. وقدمنا مساعدات عينية من خلال شنطة رمضان للمحتاجين وكسوة العيد للأطفال اليتامى والمعاقين،ودعم بعض مكتبات الطفل بكتب أطفال. وأصدرنا مجلة رواء الثقافية الالكترونية المجانية غير الدورية،وأقمنا ندوات توعوية ثقافية وتنموية في مختلف قرى ومدن قنا وخارجها حول أهمية الترابط الأسري في المجتمع وانشطة أخرى..وأما ظاهرة العنف ضد المرأة فتحدثنا عنها ولكننا لم نتناولها من كافة جوانبها لكونها تحتاج لجهد ونقاشات في مختلف أرجاء المحافظة. ونحن نعتمد على الجهود الذاتية من مجلس الأمناء لتنفيذ مبادرات وأنشطة المؤسسة ولم نتلق أي دعم من الجهات المانحة، ولدينا كثير من الأفكار الناجزة ضمن الأهداف الخاصة بالمؤسسة والتي لم تعمل حتى الآن.

*نود منكم القاء الضوء حول ظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمع الجنوبي.

– مفهوم العنف ضد المرأة كما عرفته الأمم المتحدة هو أي فعل عنيف يمارس ضد المرأة بدافع عصبية الجنس ويترتب عليه معاناة للمرأة، سواء من النواحي البدنية أو الجنسية أو النفسية، أو الحرمان التعسفي من الحرية في الحياة العامة أو الخاصة. وتمتد آثار العنف إلى ظهور مشكلات صحية إنجابية وقد تزيد من درجة التعرض لأمراض لاتحمد عقباها.
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن
(30%) من النساء في أنحاء العالم يتعرضن للعنف البدني أو العنف الجنسي. أي بمعدل واحدة من كل 3 نساء تتعرض للعنف.

*وماذا عن ختان الفتيات الصغيرات والتحرش الجنسي وزواج الأطفال والاعتداء الجسدي على المرأة في صعيد مصر؟

-ظاهرة العنف ضد المرأة ليست ظاهرة محلية،وإنما هي ظاهرة عالمية، تؤرق كل المجتمعات في العالم كله ،والمجتمع العربي والمصري جزء مهم من العالم . والظاهرة تزايدت حدتها خلال السنوات الأخيرة نتيجة عدم الاستقرار الأمني والنزاعات المسلحة في عدد من الدول،
والتفسخ المجتمعي في بعض المجتمعات.ولاتقتصر مظاهر الظاهرة على التحرش الجنسي والاعتداء الجسدي على المرأة وختان الفتيات وهي كلها مظاهر مرفوضة في المجتمع المصري والصعيدي على وجه الخصوص.

*هل تقصد أنه هناك مظاهر أخرى للعنف .؟

– نعم ، مظاهر العنف ضد المرأة ‏عديدة ومنها: العنف الجسدي وهو من مظاهر العنف المخيفة وتتعدد صوره كالضرب باليد أو العصا أو آلة حادة، والخنق، والحرق، وغير ذلك. ومنها العنف التعليمي والذي يتمثل في حرمان الفتاة من التعليم، أو عدم استكماله، أو إجبارها على تخصص معين لاتفضله ولن تنجح فيه.‏وهناك العنف النفسي وهو أي فعل يضر عواطف المرأة ومشاعرها، دون أن تكون له آثار جسدية، كمراقبتها وشتمها، واتهامها بتهم تضر بسمعتها. وهناك العنف الجنسي والذي يتمثل في إسماعها الفاظ غير لائقة بقصد التحرش والاغتصاب سواء في الأماكن العامة أو العمل أو وسائل المواصلات وغيرها.
ومن مظاهره الإجهاض سواء بحكم القانون الذي تفرضه بعض الدول التي لا تسمح للأسرة إلا بطفل واحد فقط، أو أن يتم الإجهاض باختيار الزوجين خاصة عندما يكون الحمل بأنثى حيث يكون الذكر هو المفضل في بعض المجتمعات. وهناك العنف العاطفي الذي ينشأ نتيجة اختلاف بين طرفين متحابين أو من طرف واحد فيقوم الشاب بتشويه والحاق الأذى بالفتاة.وهناك مظاهر أخرى يطول الحديث عنها.

*ولكن في مجتمعنا الصعيدي تزداد وتيرة مظاهر عنف كالاعتداء الجسدي أو ختان الفتيات أو زواجهن في سن صغير فكيف نحد منهما؟

-مجتمع الصعيد مجتمع قبلي وتحكمه أعراف وعادات وتقاليد أحيانا تكون في صالح المرأة،وفي بعض الأحيان قد لا يستطيع انصافها وعلى سبيل المثال:
من مكونات موروث الصعيد المجتمعي إذا اعتدى رجل أو شاب على امرأة فإنه يجرس ويلحق به العار ويسبونه في رجولته، وفي وسائل المواصلات من النادر جدا أن تجد امرأة واقفة والرجال جلوس فسرعان مايقف لها شاب أو رجل ليجلسها مكانه. ويضحي الأخ الأكبر بتزويج إخوته البنات ويؤخر زواجه ليسترهن. ولكن المرأة فيي بعض العائلات قد تظلم ولاتورث مثل إخوتها الذكور أو ينتقص من ميراثها، ولا تنال حقها إلا عن طريق المحاكم.
وزواج الفتيات الصغيرات في مجتمع الصعيد شائع منذ زمن بعيد حتى ان سنها لايسمح لها بتوثيق عقد الزواج الا بعد سنوات من اتمامها العمر المسموح به قانونا. وقد تنجح حالة الزواج هذه وقد تفشل لقلة خبرة الفتاة بأمور الحياة الزوجية والأسرية. ولكن زواج القاصرات حاليا قلت حالاته لاتجاه كثير من الفتيات لاستكمال تعليمهن .
وأما مسألة ختان الفتيات فتعد من أصعب المسائل الشائكة في مصر كلها ومجتمع الصعيد على وجه الخصوص .

*وماهي تلك الأسباب؟

-الأسباب عديدة ومنها: سوء فهم وتأويل التعاليم الدينية والاخلاقية بمعنى : هناك كثير من الأسر تعتقد أن ختان الفتاة مرتبط بالدين والعفة مع أن أغلب دولنا العربية والعالم الإسلامي لاتمارس عادة ختان الفتيات التي هي في الغالب تضر الفتاة في حياتها -صغيرة وكبيرة-،ويتضرر منها زوجها.
وأما العفة فلا شأن لها بالختان وإنما تأتي من خلال التربية الأخلاقية و الإيمانية الصحيحة. وعند تناول موضوع ختان الفتيات وكيف نحد منه في صعيد مصر يجب أن يتولى الحديث فيه ومناقشته شخصيات واعية ومثقفة لها سمعتها ومصداقيتها في كل منطقة، ولايسند لأشخاص ليس لديهم إلمام ولا وعي بالظاهرة، ولا حتى قبول في المجتمع، ويفضل أن تحدث حلقات نقاشية مقنعة يشارك فيها كل من يهمهم الأمر ويتحدث فيها مثقفون وتربويون متخصصون بشؤون المجتمع و”جمعيات ومؤسسات” وإعلام هادف، وعلماء دين ملمين بجوانب الظاهرة .

 

*وما هي أنسب الحلول للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة؟

-للتصدي لهذا العنف والحد منه ؛ ينبغي علينا مراعاة الآتي:
-التربية الأسرية السليمة بتنشئة الطفل منذ صغره على نبذ العنف. وتجنب الأفكار المعلبة والجاهزة، والتقليد الأعمى.
– يجب وضع مناهج دراسية، تتضمن برامج تُعرف الطلاب بالعنف وأخطاره وآثاره السلبية في المجتمع.
-تفعيل قوانين حماية للمرأة على أرض الواقع لتحقيق الأمن المجتمعي.
-الرقابة على وسائل الإعلام حتى لاتنشر وتبث مفاهيم خاطئة تحرض على العنف.

-وعند حديثنا عن مكافحة العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا ينبغي علينا أن نشير لتكريم الإسلام للمرأة وعلى سبيل المثال: خصص باسمها سورة من سور القرآن الكريم وهي سورة “النساء”، وكرم الإسلام المرأة أماً، فقال تعالى “وقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”. واستوصى بها النبي خيرا كما قال في خطبة حجة الوداع “استوصوا بالنساء خيرًا، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله”.وجعلها راعية وسيدة في بيتها فقال -صلى الله عليه وسلم- : “والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها”، وقال عليه السلام أيضاً : “الرجل سيد على أهله والمرأة سيدة في بيتها”. ومتى تكاتفت جهودنا وأخلصنا ، سنقنع مجتمعنا ونتغلب على الظاهرة ونحد من خطورتها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق