قصص مصورة

“ناصر” موهبة شعرية فريدة في قنا ” التعليم في الرأس مش في الكراس”

"أتمنى حد يساعدني علشان اتعلم"

كتب: عبد الرحمن الصافي

 

ما كان التعليم حائلا دون موهبة منحها الله إياه،
فكان حسّه المرهف منبعا لكلمات مُرتَّبة من فِيه في سلاسة، ممزوجة بمشاعر صادقة، متمنيا أن لو كان التحق بالتعليم ليثقل تلك الموهبة ويُنمِّيها، ويغوص في أعماق مدارسها، قراءة وبحثا وتعلُّما.

يقول ناصر عيد، صاحب الـ50 عاما من عمره، إنه بدأ في تأليف الشعر منذ الصغر، على ما يَذكر وهو في سن الـ15، حينما وجد في نفسه حب الشعر، والتأليف، فانطلق يكتب القصائد ويُسجلها، ويُلقِيها أينما حلّ.

ويضيف “عيد”، ابن محافظة الفيوم، ويعمل في قنا، أنه دائما كان يحرص على التوجه للشهر العقاري لتسجيل قصائده، متابعا أنه ذات مرة تنمّر عليه أحد الموظفين، حينما قال له: “شوفلك طُريّة ولا القالك شغلانة غيرها”، وذلك بعدما أخطأ في كتابة، اسم جد أبيه، لاعتياده على كتابة اسمه ثلاثي، لكونه أميّ، لا يقرأ ولا يكتب.

كانت تلك الكلمات التي أطلقها موظف كالسهام، على قلب “ناصر عيد”، سببا في توقفه عن تسجيل ما يؤلف، كما أكد لـ”الشارع القنائي”، مُكتفيا بكتابتها والاحتفاظ بها لنفسه حتى لا ينساها.

مقابل ذلك، فإن “عيد” أكثر ما يسعده هو كلمات بعض الأشخاص الذين يدعمونه ويجعلونه يستمر في تأليف الشِعر، ويستمتعون بما يلقيه عليهم، في جلسات سمر أو أي مناسبة.

عدم التحاق “عيد” بالتعليم يجعله يستوقف أي أحد من المارة أو أقرب أصدقائه ليكتب له قصيدة أو أجزاء منها، فور ما اكتملت عنده مجموعة من الكلمات والأبيات ليبني عليها بيتا تلو الآخر، في مدرسة أغلبها شعر العامية، كما يشير “عيد” لعدم التحاقه بالتعليم.


أبرز ما يعتز به “ناصر عيد”، من قصائده هي قصيده ألّفها خلال تطوير إنشاء قناة السويس الجديدة، والتي يتمنى أن يُهديها للرئيس عبد الفتاح السيسي، معبرا بها عن إعجابه بمثل تلك الإنجازات.

رغم عَمَل “ناصر عيد ” والذي يستمر على مدار يومه، من الـ7 صباحا وحتى الـ10 مساء، ورغم مسئوليات الأسرة، فإنه يتمنى أن يتعلم ليبدأ حياة جديدة، وأن يجد من يسانده، ويجمع شِعره في كتاب واحد.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق