إبداعنقادة

“بياع الفرحة”.. غريب أبوالمكارم بائع غزل البنات بنقاده ويحمل مؤهلين جامعيين

كتب: صابر سعيد

في كل صباح، يخرج ممسكًا بدراجته المحملة بحلوى غزل البنات، قاصدًا السعي وراء الرزق الذي يعينه على متطلبات الحياة، لا يعير لنظرات الأشخاص اهتمامًا ويسلك طريقه بالشارع الرئيسي في مدن قنا وأماكن التزاحم التي يتواجد بها الصغار للشراء منه والرجوع محملاً بالرضي والصبر الذي يدفعه للعمل رغم حصوله على مؤهلين جامعيين.

لم ينتظر غريب أبو المكارم صاحب الـ 45 عامًا فرصة عمل حكومية أو خاصة لكنه سعي أن يحصل على مصدر رزق من خلال صنعة بعدما أغلق في وجهه فرص الحصول على وظيفة، ليعمل بائعًا لغزل البنات بعد تصنيعه في منزله، ويستمر في العمل بها رغم معايرة العديد له لاسيما أنه حاصل على مؤهلي التجارة والحقوق، فشقاء وتعب الأيام ُرسم على وجهه الأسمر وجسده الذي أنهكه العمل، ليخرج للنور قصة جديدة تغلبت على سوء الحظ وتعثر الوصول للوقوف صامدًا يحارب بشرف للحصول على لقمة العيش.

” معتمدتش على الشهادة واشتغلت في العمل الحر” يبدأ غريب أبو المكارم حديثه عن العمل الحر الذي لا يعتمد على المؤهل أو الشهادة، مؤكدًا أنه لم ينتظر العمل بالشهادة ولكنه اتجه إلى العمل بالصنعة المختلفة التي تحقق دخل له حتى وإن كانت لا تتناسب مع المؤهل وهو ما حقق نجاح فيه، وقوبل بانتقاضات في بداية العمل ممن يشاهدونه للعمل في بيع غزل البنات لاعتبارها مهنة لا تناسبه لكنه لم يكترث لحديث الأشخاص واستمر في البيع حتى أصبحت مصدر دخل رئيسي له يعتمد منها في الإنفاق على نفسه وأسرته.

قال غريب، إنه حصل على بكالوريوس التجارة وبعد سنوات حصل على كلية الحقوق للتعليم المفتوح لحبه في مجال الحقوق ولكنه لم يوفق في العمل بإحدى المجالين مما دفعه إلى البحث عن عمل يدر دخلا لها، فشاهد في تلك المرحلة فيديوهات على اليوتيوب لطريقة عمل غزل البنات واستأجر محلًا صغيرًا لصناعة الحلوى به ومن ثم توزيعها والقيام ببيعها في الشوارع من خلال دراجته.

وتابع غريب أبو المكارم، لافتًا أن الطفل يستمتع بغزل البنات مثل الألعاب والأشياء الترفيهية المتاحة له، التي تجذبه ألوانها ومذاق طعمها، كما أن الصناعة مستمرة طوال الموسم والإقبال في ثبات من جانب الصغار والكبار، وتتكون من سكر وألوان صناعية مصرح بها من قبل وزارة الصحة، مثل التي تدخل في صناعة العصائر والشيبسي وغيرها.

وأوضح بائع غزل البنات، أن المؤهل وحده لا قيمة له بدون عمل لاسيما في ظل ارتباط الشباب بالإنفاق علي أسرهم والاعتماد على أنفسهم، ناصحًا الشباب بالعمل في أي مجال دون خجل أو كبرياء بدلًا من الاعتماد علي أسرهم وآبائهم بمرحلة مبكرة واستغلال طاقاتهم.

تساءل غريب أبو المكارم، لماذا لا تقام مدينة حرفية في كل محافظة بالجهود الذاتية لتوفر آلاف الفرص من العمل للشباب فيها بدلًا من البطالة، مبينًا أن جنيهًا واحدًا من ملايين المصريين سياستهم في بناء أكثر من مدينة حرفية بمختلف محافظات مصر وستعود علي الدولة والشباب الصغار بالنفع، مختتما حديثه عن أمنيته أن يري صغاره والشباب أفضل منه.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق