“الشيخ محمد أبو زيد” وكيل أوقاف قنا الأسبق.. إمام البسطاء والشباب في قرى الوقف

كتب: جاد مسلم
“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه” آية قرآنية، تدلل على مدى إخلاص العديد من رجال الدين، للدعوة، فيسرح خيالنا في قصص الأئمة وعلماء الدين الإسلامي، نلمح فيها وجوها حملوا في قلوبهم الحب الحقيقي لله، ومن بين هؤلاء فضيلة الشيخ محمد محمد أبوزيد، ابن مركز الوقف، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق بقنا.
مولده وتعليمه
ولد الشيخ محمد محمد أبوزيد، بناحية المداكير التابعة لمركز الوقف، في الأول من يناير عام 1946م، ليلتحق بكتاتيب القرية ليختم حفظ القرآن الكريم، قبل التحاقه بالأزهر، الذي حصل من جامعته عام 1973 على ليسانس الفلسفة والعقيدة.
عمله
عمل الشيخ إماماً وخطيباً لمسجد العتيق بنجع حمادي، ثم مفتشاً لمساجد نجع حمادي ودشنا والوقف، فمديراً لإدارة أوقاف دشنا منذ 1995 إلى 2000م، وعيّن بعدها مديراً للدعوة بمديرية أوقاف قنا من 2001 إلى 2002، ومنها إلى وكيل المديرية بدرجة مدير عام، وفي عام 2003 تم اختياره وكيلاً لوزارة الأوقاف بقنا، إلى أن أحيل على المعاش عام 2011.
أسلوبه
يتميز الشيخ أبوزيد في خطبه بأسلوب هادئ مؤثر يملك الألباب، ويتكئ من خلاله على ناصية رائعة من اللغة والشِّعر والحكمة وعذب الحديث.
عرف تأثر الشيخ أبوزيد بفضيلة الشيخ مصطفى المكي، الإمام والخطيب بمساجد قنا أواخر الستينيات، الذي عمل مستشاراً دينيا لكلية زايد العسكرية بالإمارات، وذكره المثقفين في صفحات تخليداً له كصفحة ” شخصيات لا تنسي” للكاتب خالد ربيعي.
دعوته لأحياء صحيح الدين
حكي في سيرته الكاتب عبد الحميد السنبسي، في كتابه “دقات على باب الغربة “، أن الشيخ محمد أبو زيد، قدم لقرية الوقف، وقد ابتعد الناس عن الدين الصحيح وانتشرت الخزعبلات، وادخلت طقوس وعبادات ليست من صحيح العبادة، كانت قد توارثت بين الأحيال، دون تدخل من رجال الدين.
يوضح “السنبسي”، في كتابه، أن الشيخ أحيا أنفسا من الرميم، واصفاً معركته بقريته الوقف أنها تشبه ما حدث بمكة قبل الهجرة، بعد أن اتبعه الشباب، الذين ساعدوه وفي توصيل رسالته.
كان الشيخ في عمله التوعوي بعيدا عن الجسور والتشدد والتكلف، ومعظم تركيزه وهمه تنقية العبادات، ويعتبر من ثمار عمل هذا الشيخ الجليل، بأن خلت المدينة وقراها من مراسم الاهتمام المبالغ فيه للأضرحة، بل توقف وجودها في حياة الناس، وأصبحت لا تمثل غير مباني قديمة، عكس ما يحدث في المراكز المجاورة.