دفتر أحوالقنا العاصمة

حلم “الثراء السريع” يهدد أرواح ضعاف النفوس بقنا بسبب التنقيب الشعبي للآثار

ندوات توعوية لمواجهة خسائر التنقيب الشعبي للآثار

كتب: عبد الرحمن محمد ومنى أحمد

دفعهم حلم الثراء السريع التي هيئتها حكايات وأساطير الأغنياء، إلى التنقيب عن الآثار في الجبال والقرى، وحتى أسفل  المنازل، يضحون فيها بكل غال ورخيص سواء من أرض أو مشغولات ذهبية في سبيل الوصول إلى ذلك الحلم الذي ينتهي بهم إلى ضحايا أسفل الرمال يتم دفنهم احياء ليلقوا مصرعهم وسط ساعات من الألم والحزن الشديد أثناء انتشال أشلاء جثثهم من الرمال بعد أن انهار عليهم الحلم وركام الحفر.

وقائع متعددة:

وفي أوقات زمنية متقاربة لا تتعدر الأيام والشهور نفاجئ بضحايا جدد من الحالمين بالثراء السريع، ويرصد “الشارع القنائي”، أبرز الوقائع في التنقيب عن الاثار في جبال ومنازل المحافظة، والتي خلفت ورائها العديد من الضحايا في سبيل تحقيق حلمهم الزائف، والتي كان آخرها الجمعة الماضية، بعد أن نجحت قوات الحماية المدنية بقنا، في انتشال أشلاء جثتي عاملين بعد أن انهار عليهما بئر بحاجر الدهسة في فرشوط بحثا عن التنقيب عن الآثار.

وتبين أن الجثة لشاب يدعى أحمد. ع. ا، 34 عاما، من عزبة هارون، وأجزاء من جثة عامل آخر، كما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم والمحرض الرئيسي على أعمال التنقيب عن الآثار، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات.

وفي نوفمبر الماضي، تلقى اللواء محمد أبوالمجد، مدير أمن قنا، إخطارا، من قوات الحماية المدنية، يفيد بانهيار حفرة عميقة على شاب يُدعى طاهر خلف الله حسين، بقرية القمانة، بنجع حمادي، أثناء البحث عن الآثار، وذلك بعد 3 أيام من البحث، من انتشال جثته، بالتنسيق مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي.

وفي أغسطس الماضي تلقى مدير أمن قنا، إخطارًا، من مرفق الإسعاف، يفيد انتشال جثتين لمسن وعامل من تحت الأنقاض بعد انهيار بئر عليهما، أثناء التنقيب عن الآثار بقرية الجبلاو بقنا.

وتبين أن الجثتين لـ أحمد صابر على، 85 عامًا، وخالد سعيد عثمان، 43 عامًا، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات.

وخلال شهر يوليو الماضي، لقي علاء محمد أحمد، مصرعه، وأصيب مصطفى محمود محمد، وحسين اسماعيل، وحسام محمود محمد، وخالد أحمد أسماعيل، نتيجة انهيار بئر عليهم أثناء الحفر والتنقيب عن الآثار في قرية نجع النجار التابعة لدائرة مركز أبوتشت المركزي شمال محافظة قنا.

9 بلاغات شهريًا:

وقال مصدر في آثار قنا، إن غرفة العمليات تتلقى شهريا ما بين 9 إلى 12 بلاغا عن قيام أشخاص بالتنقيب عن الآثار في المناطق الأثرية وغيرها في الجبال والمنازل.

توعية باهمية الآثار:

سحر وزيري، مدير المجموعة المعمارية لقصر الأمير يوسف كمال، تؤكد على أنه يتم عقد ندوات توعوية بأهمية الآثار وكيفية التعامل معها، والتصرف حال العثور عليها، مشيرة إلى أنه حال إخطار هيئة الآثار بوجود حالات تنقيب يتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية وفحص المضبوطات لبيان أثريتها من عدمه، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية بعدها.
وتؤكد وزيري على أن التنقيب عن الآثار من قبل الأهالي جريمة يعاقب عليها القانون لما يتسببون فيه من تعريض أنفسهم وغيرهم للخطر، بسبب حوادث الانهيارات للاباء التي يتم حفرها، فضلا عن إهدار جزء من تاريخ الدولة وبيعه بدلا من وضعه بالمتاحف لجذب السياحة، وتوفير العملة الصعبة للبلاد.

خسائر التنقيب الشعبي:

وذكر مصدر أمني – فضّل عدم ذكر اسمه- أن التنقيب الشعبي عن الآثار، يكبد الدولة خسائر فادحة، فبخلاف بيع القطع الأثرية التي يمكن استغلالها لجذب السياحة من خلال وضعها بالمتاحف، فإن تكاليفا كبيرة يتم إنفاقها تتمثل في توفير المعدات لانتشال الضحايا من المنقبين، حال انهيار الأرض عليهم.

ويضيف، أن هناك خطورة كبيرة تقع على رجال الأمن والحماية المدنية حال انتشال الضحايا، بسبب تعرض أرض التنقيب للانهيار في أي وقت، فالمنقبون يحفرون أسفل الأرض خنادق وسراديب، دون على وبطرق عشوائية، لذا فإنه. تستخدم المعدات الكبيرة، والحفارات، دون العمل اليدوي إلا في الضرورة، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق