بروفايل

مغسل موتى كورونا في قنا.. رجل المهام الصعبة الذي لم يخش الوباء

كتبت: سمر فؤاد

من الوهلة الأولى لانتشار فيروس كورونا، قرر بعض من الشباب التطوع لتغسيل موتى كورونا، متوكلين علي الله، رغم خوف ورعب الجميع من فيروس كورونا لم يخشوا هؤلاء الشباب من انتقال العدوي، ولم يخضعوا للعقبات التي واجهتهم من رفض أسرهم، وخوف الناس منهم لتطوعهم غسل ضحايا كورونا، وبإيمانهم أن المرض جند من جنود الله واصلوا مسيرتهم لتكريم موتي كورونا.

يقول ضياء ربيع فريد، الشهير بـ”أبوعلي”، المتطوع بتغسيل ودفن موتي كورونا، بمستشفى قفط التعليمي، إنه  يعمل مدرس بمعهد قفط الابتدائي الأزهري،  البالغ من العمر43عام،  ولقد بدأ عمله التطوعي في تغسيل الموتى بوجه عام منذ عام ٢٠٠٩، وذلك بالتعاون مع مجموعة من اصدقاءه، إلا أنه بحلول الجائحة  استُدعيت لتغسيل الموتى المصابين من قِبل مستشفى قفط التعليمي، بمعرفة الدكتور مصطفى فهمي.

وتابع أبو علي، حديثه : لقد كنت أول من قام بتغسيل ودفن موتي كورونا، كان وقتها الدكتور ناصر الزويني، مدير قسم المكافحة، والداعم المعنوي والمادي، في توفير ما يلزم من إجراءات احترازية، للتعامل مع مصابي كورونا.

كورونا جند من الله

ويشير أبوعلي، إلى أن هناك الكثير من المحيطين، أشاروا بعدم الإقبال على هذه الخطوة، خوفا من أن أتعرض للإصابة، لكن بالاستعانة بالله وليقيني أن المرض جند من جنود الله تغلبت على خوفي وقلقي، وبدعم من بعض أصدقائي احتساب العمل، لله داعيا الله أن يرفع عنا البلاء والوباء وسيئ الأسقام.

  رفض الأسرة

 ‏ويضيف، أنه في البداية كان هناك رفض شديد من الأسرة وخاصة زوجتي، لخوفها وقلقها عليّ وعلى الأبناء، إلا أنه بفضل الله تقبلوا الأمر بعد توجيه النصح، واحتساب العمل لله وأصبح الأمر شيء معتاد.

 خوف الناس ونفورهم

 ويوضح، أن الأهالي في البداية كانوا غير مستقبلين الأمر، أشعر بنفور من بعض الناس حينما اقبل ولو بالسلام عليهم، لكن مع مرور الوقت تقبلوا الموضوع، وهناك أشخاص شاركوا معي في تغسيل موتي كورونا منهم محمد أحمد ابوتل، وصديقي طارق فزاع، وعبد الحميد بدري، أيضا لا يتوانى في تقديم المساعدة إذا لزم الأمر.

تطوع السيدات لتغسيل موتى كورونا

 يؤكد أبوعلي، أنه مما يحزن القلب، أنه لا يوجد بالمركز من يقوم بتغسيل السيدات، لذا يلزم الأمر إلى استدعاء سيدات متطوعات لتغسيل السيدات المتوفيات من مركز قوص، ولا يتأخرون عن الحضور عند استدعائهم سواء ليلا أو نهارا بارك الله فيهم.

الإجراءات الوقائية

 يؤكد أبوعلي، أن المستشفى تقوم بتعقيم المتوفي وتضعها علي خشبة الغسل، ثم أقوم مستعينا بالله أتوضأ وأقوم بلبس الزي المخصص لذلك، والملابس الخاصة بالإجراءات الاحترازية من كمامة وسفتي وغير ذلك.

ويستطرد أبو علي حديثه عن تغسيل الموتى بشكل عام، ‏سبق وان طرحت أن يكون هناك في كل عائلة شخص يقوم بتغسيل الموتى، لا يشترط أن يكون مريض إنما ذلك لنشر سنة الحبيب وتطبيق شريعة الإسلام.

ويلفت، أنه قام بتغسيل أكثر من 40متوفي بمرض كورونا داخل مستشفى فقط، وما يقرب من 10موتي عزل منزلي، وأنه ذات مرة حدث له تعب قبل ذلك وخاصة بعد أن أخذ مصل كورونا، مشيرًا “قمت بالتواصل مع الأطباء وخاصة دكتور محمد رمضان رئيس قسم مكافحة العدوي الذي لا يتوانى لحظة عن خدمة الآخرين، وشرح لي أن هذا شيء طبيعي بعد أخذ المصل، لأن المصل ما هو إلا تهيئة للجسم لاستقبال المرض إذا كان هناك مرض.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق